بنت الحوال
عدد المساهمات : 136 تاريخ التسجيل : 04/11/2009
| موضوع: هود عليه السلام الجمعة يونيو 04, 2010 1:47 am | |
| اختلف( هود عليه السلام) في نسبه فقيل هو: هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. وقيل هو: عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح عليه السلام. وقيل هو: هود بن عبدالله بن رباح الجارود بن عوث بن ارم بن سام بن نوح عليه السلام.
وكان( هود عليه السلام) من قبيلة يقال لها "عاد" وقد بعث فيهم( قال تعالي: "وإلي عاد أخاهم هوداً قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إن أنتم إلا مفترون" هود : 50".
وكانت قبلية عاد عربا يسكنون الأحقاف - وهي جبال الرمل - وكانت باليمن بين عمان وحضرموت بأرض مطلة علي البحر يقال لها "الشحر" واسم واديهم "مغيث" ( قال تعالي: "واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف وقد خلت النذر من بين يديه ومن خلفه ألا تعبدوا إلا الله") "الأحقاف : 21".
وكان قوم عاد كثيرا ما يسكنون الخيام ذوات الأعمدة الضخام وكانت أرضهم قاحلة يقل فيها الماء وتعتمد في السقيا علي ماء المطر.
وقد أمدهم الله تعالي بأنعام كثيرة وزادهم في الخلق بسطة وقوة لا مثيل لها( قال تعالي: ("ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد) " "الفجر: 6- 8".
ونفي ابن كثير ان تكون 0ارم" مدينة تدور في الارض كما يزعم بعض الناس فتارة في الشام وتارة في اليمن وتارة في الحجاز وتارة في غيرها ومن قال بذلك عنده قد أبعد النجعة وقال مالا دليل عليه ولا برهان يعول عليه. ولا مسند يركن اليه.
وقد غلط وخطأ ايضا ابن كثير من زعم أن ("ارم") مدينة من ذهب وفضة وهي تتنقل في البلاد وذهب البعض الي أنه ليس هناك بلد تسمي "ارم" بل إرم اسم جد لهم. وتسمي هذه القبيلة بعاد ارم. وهم عاد الأولي قوم هود (قال تعالي: "وأنه أهلك عاداً الأولي") "النجم : 50". وأما عاد الثانية فمتأخرة.
ويقال إن هودا عليه السلام أول من تكلم بالعربية وزعم وهب بن منبه أن أباه أول من تكلم بها. وقال غيره: أول من تكلم بها نوح وقيل آدم وهو الأشبه عند ابن كثير.
وفي صحيح ابن حيان عن أبي ذر في حديث طويل في ذكر الأنبياء والمرسلين قال فيه: "منهم أربعة من العرب: هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر".
ويطلق علي العرب الذين كانوا قبل اسماعيل عليه السلام( "العرب العاربة") وهم قبائل كثيرة منها: عاد وثمود وجرهم وطسم وجديس وأميم ومدين وعملاق وجاسم وقحطان وبنو يقطن وغيرهم. ويطلق علي العرب من ولد (اسماعيل بن ابراهيم الخليل عليهما السلام "العرب المستعربة") وكان اسماعيل بن ابراهيم عليهما السلام أول من تكلم بالعربية الفصيحة وكان قد اخذ كلام العرب من جرهم الذين نزلوا عند أمه هاجر بالحرم ونطق بلغتهم في غاية الفصاحة والبيان.
وقد ( قال تعالي : "وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم" )" ابراهيم : 4".
ومما سبق نرجح أن هوداً عليه السلام وقومه كانوا يتكلمون العربية.
فبعد نوح عليه السلام حدث الانحراف عن المنهج وغرق المجتمع في شهواته وحاد عن طريق الايمان فأرسل الله تعالي هوداً الي قومه ليعيدهم الي الايمان بالله وعاد كانت من ذرية نوح عليه السلام.
والمقصود أن عاداً الأولي قوم هود كانوا أول من عبدوا الاصنام بعد الطوفان وكانت اصنامهم ثلاثة : صمداً وصموداً وهراً.
وقد وردت قصة هود مع قومه في سور كثيرة في القرآن فهناك سورة باسم هود قال عنها صلي الله عليه وسلم: ("شيبتني هود وأخواتها". )
ورودت هذه القصة في سور : الأعراف - المؤمنون - الشعراء - فصلت - الأحقاف - القمر - الحاقة - الفجر.
وجري ذكر عاد في سور: براءة أو التوبة - إبراهيم - الفرقان - العنكبوت - ص - ق. وسنقتصر علي ذكر ما ورد في سورة هود ففيه الكفاية ( قال تعالي: "وإلي عاد أخاهم هوداً. قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره. إن أنتم إلا مفترون. يا قوم لا أسألكم عليه أجراً. إن أجري إلا علي الذي فطرني أفلا تعقلون. ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا إليه يرسل السماء عليكم مدراراً ويزدكم قوة إلي قوتكم ولاتتولوا مجرمين. قالوا يا هود ما جئتنا ببينة وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك وما نحن لك بمؤمنين. إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء. قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه فكيدوني جميعا ثم لاتنظرون. إني توكلت علي الله ربي وربكم. ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها. إن ربي علي صراط مستقيم. فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به اليكم. ويستخلف ربي قوماً غيركم ولاتضرونه شيئا. إن ربي علي كل شيء حفيظ. ولما جاء أمرنا نجينا هوداً والذين آمنوا معه برحمة منا ونجيناهم من عذاب غليظ. وتلك عاد. جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله واتبعوا أمر كل جبار عنيد واتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة. ألا إن عادا كفروا ربهم. ألا بعداً لعاد قوم هود". )
"هود 50 - 60".
فقد رغب هود قومه في الايمان بالله مرة عن طريق جعل أجره علي الله تعالي وعدم طلبه مقابل لدعوته منهم. ومرة عن طريق تحريك عقولهم. ومرة عن طريق الاستغفار والتوبة فلما لم يجد ذلك منهم أنذرهم من سخط الله عز وجل وغضبه اذا اعرضوا عنه وتولوا مجرمين فما كان من قوم هود إلا أن تنكروا له ولما جاء به وتمسكوا بضلالهم وكفرهم. وامام عنادهم وكفرهم تحداهم هود عليه السلام وهو واحد وهم كثرة طاغية ولكن هود معه الله عز وجل الذي ارسله وسيعصمه منهم ومعه ثقته بالله فقال لهم بملء فيه ("فكيدوني جميعاً ثم لاتنظرون. إني توكلت علي الله ربي وربكم. ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها. إن ربي علي صراط مستقيم)" " هود 55 - 56".
وكان مما وعظ به هود قومه: "أتبنون بكل ريع آية تعبثون. وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون" " الشعراء 128 - 129".
فهو ينعي عليهم بناءهم بكل مكان مرتفع بعاد عظيما هائلا كالقصور ونحوها. وتعبثون ببنائها لأنه لا حاجة لكم فيه. وما ذاك إلا لأنهم كانوا يسكنون الخيام وقوله : "وتتخذون مصانع" قيل هي القصور وقيل بروج الحمام. وقيل مآخذ الماء.
ورغم إنذار ووعظ هود عليه السلام قومه إلا أنهم اصروا علي الكفر واستعجلوا عذاب الله تعالي فقال تعالي علي لسانهم : "سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين" " الشعراء 136 - 138".
فما كان من نبي الله هود إلا أن قال لهم كما حكي القرآن: "قد وقع عليكم من ربكم رجس وغضب. أتجادلونني في أسماء سميتموها أنتم وآباءكم ما نزل الله بها من سلطان. فانتظروا إني معكم من المنتظرين"). "الاعراف : 71".
ومن يقارن بين دعوة هود عليه السلام لقومه وبين دعوة نوح عليه السلام لقومه. سيجد تشابها بينهما في كثير من المواقف والاحداث.
وروي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه ذكر صفة قبر هود عليه السلام في بلاد اليمن. وذكر آخرون أنه بدمشق. بجامع دمشق فكان في حائطه القبلي يزعم بعض الناس أنه قبر ( هود عليه السلام
| |
|