مديرالمنتدى Admin
عدد المساهمات : 1208 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 الموقع : شبكة شباب السنبلاوين
| موضوع: الورع - روائع القصص السبت مارس 31, 2012 1:24 am | |
| الورع - روائع القصص - عن الحسن ، قال : بينما عمر بن الخطاب يمشي ذات يوم في نفر من أصحابه إذا صَبِيَّة في السوق يطرحها الريح لوجهها من ضعفها ، فقال عمر : يا بؤس هذا ! مَن يعرف هذه ؟ قال له عبد الله : أوَ مَا تعرفها ؟! هذه إحدى بناتك . قال : وأي بناتي ؟ قال : بنت عبد الله بن عمر . قال : فما بلغ بها ما أرى من الضيعة ؟ قال : إمساكك ما عندك . قال : إمساكي ما عندي عنها يمنعك أن تطلب لبناتك ما تطلبُ الأقوامُ ، أما والله ما لك عندي إلا سهمك مع المسلمين ، وسعك أو عجز عنك، بيني وبينكم كتاب الله [1] . ====================== - لما حضرتْ عمرَ بن عبد العزيز الوفاةُ دعا بنيه وكانوا أحدَ عَشَرَ رجلاً، ولم يخلف غير بضع عشر دينارًا ، فأمر أن يكفَّن ويُشْتَرَى له موضعٌ يُدفن فيه بخمسة دنانير ، ويقصد المال على وارثيه ، فأصاب كلّ ابن منهم نصف دينار وربع دينار، وقال : يا بني ، ليس لي مال فأوصي فيه ، ولكني قد تركتكم وما لأحد عندكم تبعة ، ولا يقع على أحد منكم عين أحد إلا ويرى لكم عليه حقًّا . فقال له مسلمة بن عبد الملك: أَوَ خير من ذلك يا أمير المؤمنين . قال : وما هو ؟ قال : هذه ثلاث مائة دينار ، فرِّقها فيهم ، وإن شئت فتصدق بها ، وأوص فيها بما شئت . قال : أَوَ خير من ذلك يا مسلمة ، تردُّها إلى مَن أخذتها منه ، فإنها ليست لك بحقٍّ . ثم قال : إن ولدي أحد رجلين : فإما صالح فالله يتولَّى الصالحين ، وإما فاسق فلا أحب أن أترك له ما يستعين به على معصية الله. فقال مسلمة : يرحمك الله يا أمير المؤمنين حيًّا وميتًا ، فقد ألنت لنا قلوبًا قاسية ، وذكرتها وكانت ناسية ، وأبقيت لنا في الصالحات ذكرًا . فيقال : إنه ما رُئِي أحد من أولاد عمر بن عبد العزيز إلا وهو غني ، ولقد شوهد أحدهم وقد جهز من خالص ماله مائة فارس على مائة فرس في سبيل الله تعالى ، ولما حضرت هشام بن عبد الملك الوفاةُ خلف أحد عشر ابنا كما خلف عمر بن عبد العزيز، وأوصى ، فأصاب كل ابن ألف ألف دينار، فقال : إنه ما رُئِي أحد منهم إلا وهو فقير [2] . ======================= - قال أحمد بن سهل : مات أبو علي المَنْجُورَاني ، فخرجنا نعزي ابنه علي بن محمد ، فلما رجعنا من دفن أبيه نزع ثيابه ، ودخل الماء في نهر، وقال : اشهدوا أني لا أملك اليوم شيئًا مما ورثت عن أبي ؛ لأنه يتخالج في صدري ، فإن واسيتموني بقميص حتى أخرج من الماء فعلتم . قال : وكان لنا صديقًا مؤانسًا ، فألقوا إليه قميصًا ، فخرج من الماء . وكان أبوه ترك مالاً لا يحصى [3] . =========================== - عن يوسف بن أسباط، أن الثوري وابن المبارك اختلفا في رجل خلف متاعه عند غلامه، فباع ثوبًا ممن يكره مبايعته ، قال : قال الثوري : يخرج قيمته ، يعني قيمة الثوب . وقال ابن المبارك : يتصدق بالربح . فقال الرجل : ما أجد قلبي يسكن إلا أن أتصدق بالكيس . وقد كان ألقى الدراهم في الكيس . فقال أبو عبد الله [4] : بارك الله فيه [5] . ========================= - عن عبد الله بن راشد صاحب الطيب ، قال أتيتُ عمر بن عبد العزيز بالطِّيبِ الذي كان يصنع للخلفاء من بيت المال ، فأمسك على أنفه ، وقال : إنما يُنتفع بريحه [6] . - قدم على عمر بن الخطاب مسك وعنبر من البحرين ، فقال عمر: والله لوددت أني أجد امرأة حسنة ، تزن لي هذا الطيب حتى أفرقه بين المسلمين . فقالت له امرأته عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل : أنا جيدة الوزن ، فهلم أزن لك . قال : لا . قالت : ولم ؟! قال : إني أخشى أن تأخذيه هكذا - وأدخل أصابعه في صدغيه - وتمسحين عنقك ، فأصيب فضلاً عن المسلمين [7] . ====================== - عن فاطمة ابنة عبد الملك ، قالت : اشتهى عمر بن عبد العزيز يومًا عسلا ً، فلم يكن عندنا، فوجَّهنا رجلاً على دابَّة من دوابِّ البريد إلى بعلبك بدينار، فأتى بعسل ، فقلت : إ نكَ ذكرتَ عسلاً ، وعندنا عسل ، فهل لك فيه ؟ قالت : فأتيناه به فشرب ، ثم قال : من أين لكم هذا العسل ؟ قالت : وجَّهْنَا رجلاً على دابَّة من دوابِّ البريد بدينار إلى بعلبك ، فاشترى لنا عسلاً . فأرسل إلى الرجل ، فقال : انطلق بهذا العسل إلى السوق فبعه ، واردد إلينا رأس مالنا ، وانظر إلى الفضل فاجعله في علف دواب البريد ، ولو كان ينفع المسلمين قيء لتقيَّأت [8] . ====================== - كان سفيان الثوري وسليمان الخوَّاص بمنى ، فقال : امض بنا إلى هذا - يعني الخليفة - حتى نأمره . فدخل سفيان ، فقال له : ادنه . فقال : لا أطأ على ما لا تملك . قال : يا غلام أدرج . فأدرج البساط . فقال له سفيان : كم أنفقت في حجتك ؟ قال : لا أدري . قال : لكن عمر بن خطاب أنفق ستة عشر دينارًا ، وقال : أجحفنا ببيت المال . وأنت قد أنفقت الأموال . فقال له أبو عبيد الله : شطت ، تكلم أمير المؤمنين بمثل هذا . فقال له سفيان : اسكت ، ما أهلك فرعون إلا هامان . فلما وَلَّى سفيان ، قال : يا أمير المؤمنين ، ائذن لي أضرب عنقه . فقال له : اسكت ، ما بقي على وجه الأرض مَن يُسْتَحْيَا منه غير هذا [9] . ================== - عن مسلمة بن عبد الملك ، قال : دخلت على عمر بن عبد العزيز بعد الفجر في بيت كان يخلو فيه بعد الفجر فلا يدخل عليه أحد، فجاءته جارية بطبق عليه تمر صيحاني [10] ، وكان يعجبه التمر فرفع بكفِّه منه ، فقال : يا مسلمة ، أترى لو أن رجلاً أَكَلَ هذا ، ثم شرب عليه من الماء على التمر طيب أكان مجزئه إلى الليل ؟ قلت : لا أدري . قال : فرفع أكثر منه ، فقال : هذا ؟ قلت : نعم يا أمير المؤمنين ، كان كافيًا دون هذا ، حتى ما يبالي أن لا يذوق طعامًا غيره . قال : فعلام يدخل النار ؟ قال مسلمة : فما وقعت مني موعظة ما وقعت هذه [11] . ==================== - عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري، أنه خرج إلى عمر فنزل عليه ، وكانت لعمر ناقة يحلبها ، فانطلق غلامه ذات يوم فسقاه لبنًا فأنكره ، فقال : " ويحك ! من أين هذا اللبن ؟ " فقال : يا أمير المؤمنين ، إن الناقة انفلت [12] عليها ولدها ، فشرب لبنها، فحلبت لك ناقة من مال الله . فقال له عمر : ويحك ! سقيتني نارًا ، ادعُ لي علي بن أبي طالب . فدعاه ، فقال : إن هذا عمد إلى ناقة من مال الله ، فسقاني لبنها أفتحله لي ؟ قال : نعم يا أمير المؤمنين ، هو لك حلال ولحمها ، وأوشك أن يجيء من لا يرى لنا في هذا المال حقًّا [13] . ================== - عن العباس بن سهم، أن امرأة من الصالحات أتاها نعي زوجها وهي تعجن ، فرفعت يديها من العجين ، وقالت : هذا طعام قد صار لنا فيه شريك [14] . - عن الشعبي ، قال : جاء رجلان إلى شريح ، فقال أحدهما : اشتريت من هذا دارًا فوجدت فيها عشرة آلاف درهم . فقال : خذها . فقال : لِمَ إنما اشتريت الدار؟! فقال للبائع : خذها أنت . قال : لِمَ و قد بعته الدار بما فيها ؟! فأدارا الأمر بينهما فأبيا ، فأتيا زيادًا فأخبراه ، فقال : ما كنت أرى أن أحدًا هكذا بقي . و قال لشريح : ادخلْ بيت المال ، فألقِ في كل جراب قبضة حتى يكون للمسلمين . ثم قال للشعبي : كيف ترى الأمر ؟ قال أبو بكر بن عياش : أعجبه ما صنع [15] . ==================== - كان عمر بن عبد العزيز يقسم تفاحًا بين الناس ، فجاء ابنٌ له وأخذ تفاحة من ذلك التفاح ، فوثب إليه ففكَّ يده ، فأخذ تلك التفاحة فطرحها في التفاح ، فذهب إلى أُمِّه مستغيثًا ، فقالت له : ما لك ، أي بني ؟ فأخبرها ، فأرسلت بدرهمين فاشترت تفاحًا ، فأكلت وأطعمته ، ورفعت لعمر ، فلما فرغ مما بين يديه دخل إليها ، فأخرجت له طبقًا من تفاح ، فقال : " من أين هذا يا فاطمة ؟ " فأخبرته فقال : " رحمك الله ، والله إن كنت لأشتهيه " [16] . ======================= - عن قتادة قال: كان معيقيب على بيت مال عمر، فكنس بيت المال يومًا، فوجد فيه درهمًا ، فدفعه إلى ابن لعمر، قال معيقيب : ثم انصرفتُ إلى بيتي ، فإذا رسول عمر قد جاءني يدعوني ، فجئت ، فإذا الدرهم في يده ، فقال لي : " ويحك [17] يا معيقيب ، أوجدتَ عليَّ في نفسك شيئًا ؟ قال : قلتُ : ما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : " أردتَ أن تخاصمني أمة محمد في هذا الدرهم " [18] . ======================= - عن فرات بن مسلم ، قال : كنت أعرض على عمر بن عبد العزيز كتبي في كل جمعة ، فعرضتها عليه ، فأخذ منها قرطاسًا قدر أربع أصابع ، فكتب فيه حاجة ، قال : فقلت : غفل أمير المؤمنين . فأرسل من الغد : أن جئني بكتبك . قال : فجئت بها ، فبعثني في حاجة ، فلما جئت قال لي : ما لنا أن ننظر فيها ؟ قلت : إنما نظرت فيها أمس . قال : فاذهب أبعث إليك، فلما فتحتُ كتبي وجدت فيها قرطاسًا قدر القرطاس الذي أخذ [19] . | |
|