العشق بين الجن والانس
ترددت كثيرا قبل ان اتحدث عن هذا الموضوع الغامض لافتقادي الدليل المادي على حقيقة ما سأتحدث عنه ... الا اني تأملت البث التلفيزيوني وموجات الراديو التى تتحول من موجات وشفرات وانبعثات كهرومغناطيسيه بواسطة تكنولوجيا العصر الحديث الى برامج ومسلسلات وافلام واعلانات صوت وصوره نسمعها ونراها فنضحك ونبكي ونسعد ونتألم , سبحان من علم الانسان ما لم يعلم , الهواء يتحول بالتلفيزيون الى عالم به الفرح والشجون والسعاده والحزن والغني والفقير والسيد والعبد والصالح والطالح .... هل كل هذا العالم الذي يأكل ويشرب من حولنا وبيننا لا نراه ؟؟؟ نعم لا نراه ولا نشعر به الا بواسطة اجهزه معينه تسمى التلفيزيون او الراديو انه عجب وعجيب لو حدثنا عنه عالم من علماء العصور الوسطى لقال متيقناً انه سحر مبين .....
" كانت بداية القصة سقوطه من على الجدار وهو فى عمر الخامسة عشر, غاب عن الوعي دقائق , انخلع عليه قلب امه وفزع عليه ابوه فادمعة عيون المحبين له ولاهله صورته وهو مطروح مغمى عليه إلا انه لم يُدمع عيون احبائه فقط بل كانت هناك عين لم يراها احد ادمعة عليه كان قد سقط بجوارها انتبهت اليه فلفت بصرها وطار بلبها وجلس بخلدها وتملك عرش قلبها انها فتاة من فتايات الجان ...
عفى عنه الله واستيقظ ونهض من غيبوبته لم يشعر بقلب هذه الفتاه الذي خفق لوسامته الا انه شعر بدوار شديد وبمرور ساعات استرد كامل وعيه وادراكه ... كان حينها بالمدرسة الثانويه وكان قليل الاستعاب والمذاكره الا انه تحول بعد السقوط الى طالب ملتزم مجد مجتهد هدفه تحصيل العلم والتعلم غاية فى ذاتها لا وسيلة للوصول لشئ .... * كان يحب بقلبه وناظريه فتاة زميلته بالمدرسة وكانت تبادله بنظراتها نفس المشاعر الا انه ودون ان يشعر اهمل النظر اليها بحجة انه فى مهمة مقدسة هى تحصيل العلم فنصرفة عنه طاوية صفحات اكثرها بيضاء لم يكتب فيها اكثر من نظرات اعجاب.
• تعلق بأبنت عمه والتى كانت معه فى نفس الصف الا انها قصة لم تكتمل فبدون مقدمات تقدم لها عريس ثري جميل لديه ما استقطب قلبها به ...
• حاول ان ينساها ويتقبل الامر الواقع وحاول ان يدخل تجربة عاطفية اخرى الا ان كل تجاربه بأت بالفشل الذريع والتي كانت تنتهي دائما بدون مقدمات ومنها ما انتهى لا سباب واهيه ...
انها عشيقته من ابناء الجن تقف حائل بينه وبين كل من يخفق قلبه اليها ويحاول التقرب منها ... الا انها ما كانت لتؤذيه او تؤذي من احب انها تكتفي بإبعادهم عنه بدفع ازواج لهن او دفعهن لسفر او رفض الارتباط او اظهارهن فى عيونه على غير اشكلهن فمنهن من يراها وكأنها بوم واخرى كالقرد وثالثه سيدة عجوز حتى ان المرحلة الجامعية رغم ما تكتظ به من حسنوات الا انها عجزة ان تقدم له ما يبحث عنه ...
وبعد تخرجه من الجامعه:
فى يوم يبدو انها كانت مشغولة عنه خفق قلبه لابنت خاله عشقها بقلبه ونفسه وروحه عشق طاهر جعله يندم على الذنب , عشق سبط بداخله النفس الامارة بالسوء وايقظ النفس الراضيه والنفس اللوامه ....
عادة بعد لحظة لتجد معشوقها سقط تحت رموش عيون فتاة غيرها انتابها الجنون حاولة قلب حقيقتها بنفسه حولة طمس صورتها وتشويه خلقتها فى عينيه الا انها فشلة فشل نسبي...
لم تجد حياله فائده فتجهة الى والده ليرفض بعد ان قال للفتاه فى كلمات قليله تنم عن حب اكيد " انا لا احب ان الف وادور انا احبيتك وكل رجائي ان اتزوجك فهل هناك احد بحياتك فأنسحب "....
قالت : وانا مثلك لا احب الف وادور لايوجد احد بحياتي ولكن ابهذه السرعه ...
قال: ولما لا والحب لا يزور قلوبنا فى العمر الا مرة واحده وانت اقتحمتي ابواب قلبي وفعلتي فى ما لم تفعله فتاة قبلك وما لن ستفعله فتاة بعدك ايقظتي بداخلى النفس المؤمنه والرجل ...
قالت اذا فالتكلم والدي ...
الا ان عشيقته من الجن اجهضت حلمه وامله ودمرت ما كان ينتوى فعله .... والده يرفض ووالدها يطلب ما لم يستطع تحمله...
غلقة الابواب وقالت وهو لا يسمعها " تبا للهوى كاد ان يُضيعك من بين يدي ".
السفــر والخسائر الفادحه
لم يجد وسيلة لسلوى والنسيان وهو فى عمر الخامسة العشرون الا السفر فرحل لعله يقابل حب ينسيه حبه وهو يؤمن ايمان قاطع ان قلبه مغلق على ما فيه يرفض ان يدخله من يُخرج من فيه ....
فى رحلة سفره تكبد الخسائر الفادحه شهور ظل بلا عمل ولما عثر على وظيفة كبائع توالت عليه الخسائر خمسة سنوات من عمل متواصل ضاع خلالها ما اكتسبه فكلما جرد عهدته وجدها ناقصة اين تذهب الاموال ليس يدري من اين تكن الخساره ليس يدري انه فتى مؤمن وليس له صوب الرزيلة طريق وان اراد طريق اغلقها الله له بالف باب وقفل ..... تعجب الجميع من امره ومما يحدث له انه فتى مؤمن يصلي محبوب وسيم متعلما اي عيب به اي ذنب اقترف حتى يغضب عليه الله ويلقيه بالتعب ... شعر وكأن حياته تحكي قصة الاندلس كل يوم يضيع منها شبر ومدينه ومجد كان عظيم ... ضعفت صحته وازداد فقره وعسره حتى اضحى عبرة لمن لم يعتبر ... انها عشقته من الجن رمته بالخسارة والخسائر حتى لا يفكر فى الزواج او يجد وسيلة او طريق اليه....
العوده للوطن مره اخرى
عاد الى الوطن كي يقر عين والديه بعد ست سنوات من غربة فاشله حاول ان يرتبط بأكثر من فتاه الا انه فشل لماذا لا يعرف !!!... انها عشقته من الجن تخيل له منهن قرده وخنازير واشكال مخيفه تقع فى خاطره لحظات ثم تنصرف للتركه مغلق القلب كسير النفس يرثي حبه القديم مؤمناً ايمان قاطع بأنه هو من يفعل فيه هذا الفعل انه ذنب عدم رضائه بما قدر الله له وتمرده على نعمته التى انعمها عليه...
احتار والده فى امر رفضه للزواج وقوله وهو فى عمر الثلاثة والثلاثين:
دعوني اني بعزوبيتي سعيد دعوني هكذا انا مرتاح ...
ظن والديه ان حبه القديم هو من يسقيه هذا الكأس المرير فندم والده على ما قاله له من ست سنوات عندما جاءه بقلب شاب مقبل على الدنيا بزراعيه يقول له بعد خمسة وعشرون سنه من صمت رهيب " ابي احببت ابنت خالي وارجوك ان تقف بجواري " .
العوده للغربة مرة اخرى ومعرفت الحقيقه:
عاد الفتى الى الغربه مرة اخرى بعد ان زار والديه ... الا ان والده اصر على ان يعرف سبب عزوفه عن الزواج فذهب عن طريق احد اصدقائه لشيخ حافظ كتاب الله يعرف عن السحر والجن الكثير ...
فأخبره قائلا:
انا الا ادعى علم الغيب فأنا لا اعرف ما سيكن الا اني اعرف ما كان ويكن , ولا اريد منك مقابل فعملي لوجه الله تعالى ... ابنك فى صراع داخلى بين نفسه وروحه بين الخير والشر بين الروح الالهيه والنفس الترابيه اموره متقلبه متعثره معقده بفعل سحر قديم وعشق اقدم .... هناك فتاة من عالم الجن تعشقه وترفض ان يتزوج بغيرها ... وسأفعل كل ما بوسعي كي اخلصه منها ومن السحر...
عرف الفتى الحقيقة وراح يصل الخطوط ببعضها ليجد كل ما يُقال وكل ما حدثه عنه والده حق وحقيقي............
" ماذا يعني ان يرى كل من احبها على غير حقيقتها ماذا يعني ان يرى ما كرم الله وانعم عليه انه قرد او بوم او خنزير او سيدة عجوز ماذا يعني وهو الفتى الجميل الوسيم المثقف فرار النساء منه فرارهن من الاسد... ماذا تعني احلامه باليل والتى تزوره فى مشاهد كلاب تطارده وقطط تكتم انفاسه وثعابين تلدغه وصراع مع اقوياء وسيف يضيع منه ومدن مدمره وخرائب وطوفان يغرق الارض وفزع ورعب واهوال وقلاع محطمه بليل لا يكاد ان ينتهي ...
- ماذا يعني جلوسه تحت ظلال ليل حالك ونفسه تحدثه بأن حبيبت قلبه ليس لها عنوان ليس لها مكان ماذا يعني انه يجلس على شط النيل وبيد كل فتى فى عمره زوجة واطفال وهو يجلس وحيد لا حبيبة او زوجه يلقي زراعه بجواره على المقد الذي جلس عليه وكأنه يحتضن الهواء هل حقا يحتضن الهواء ام هناك من يجلس بجواره ولا يراه ام هذا يعني حاجته للحب ...
ظهور فتاة الجن
فى مساء الليلة السابعه من حديث الشيخ لوالده واثناء جلوسه على احد مقاعد شطئ البحر يشاهد منظر الامواج العنيده وهى تتناثر على الصخور محاولة اقتحامها....... اقبلت نحوه فتاه جميلة جلست وبدون مقدمات بجواره
وقالت: قل لشيخ يكف يده ولسانه عني
فقال لها: اذا انت
فقالت: نعم انا فتاة الجن اتيتك فى صورة جميلة لحبي لك , ولقد عشقتك منذ ان كنت صبي وسقط بجواري من على الجدار, لما سقط بجواري انا ابالذات أضاقت عليك الارض...
فقال: لها وماذا كنت افعل حيال ارادة الله
فقالت وهى مدمعة العين لم اتحمل منظرك وانت تسقط بالقرب من قدمى من فوق الجدار فمدت يدي كي اتلقاك فكان تذكرى للعهد الذي بين عالمنا وعالمكم بعد ان لمستك وتعلقة بك لا تظن انك انت فقط من عانى من المتاعب والألم انا مثلك جعلني عشقي لك اتمرد على والدي واغضب امي وانا اقول انه امر بغير يدي الحب كالمرض شفائه من عند الله ...
فقال: وهل يرضى الله ما فعلتيه بي منذ اكثر ثمانية عشر سنه
فقالت: وماذا كنت لافعل إن تزوجتك قتلوك اخواني فقانونا يحرم الارتباط بالانس فقررت اكن عشيقة لك انفرد بك يرق قلبي لك وانت تتعذب .... الا انه يقسى ويتجبر ويتحجر ان رأى معك اخرى ما ذنبي وانا احبك وانت لا تشعر بي او تفكر في ,اشاهدك فى صحوك وثُباتك حركاتك وسكناتك حتى عند دخولك الحمام كنت اختلس النظر اليك وما ان اغشاك النعاس اتيتك فى صور مختلفه اتلزز بك وبرؤيتك.... تركتك تجرب العشق لا غفلة مني تركتك حتى ترحمنى وتعلم انه امر ليس بيدي ... احببتك اكثر من ثمانية عشر سنة احببتك من نظرة واحده احببتك دون مقابل ...
فقال: تبالغين فى التضحيه وتقولين بلا مقابل اوليس فناء شبابي وضياع عمري تحجبي عني خلاله كل حب ثمن لحبك
قالت: لا حبي لك لا يضاهيه ثمن انا طريدة من عالمي ولن يقبلوا عودتي بسبب حبي لك خسرت امي وابي واخوتي وحياة زوجية كانت تنتظرني بسب حبك انا طريدة الان بسب حبي لك ...
فقال: وماذا تريدن مني الان
فقالت: لا تحرقني بحبك مرتين فاطلب من الشيخ يكف يده ولسانه عني انا لم اؤذيك او اؤذي احد من احبائك انا كل ذنبي اني عشقتك واستأثرت بك فأغفر لي فهذا امر ليس بيدي
فقال: وما المقابل اذا
قالت: ساظل اعشقك لاني اكثر من رأتك واحبتك الا اني لن اقف فى طريقك ذات يوم ولا تنسى اني بسبب عشقي لك طريدة من بين اهلي وعشيرتي
فقال: سأكلمه طالما هذا يرضيك
فنظرت اليه بعين دامعه وقالت له برقه غير معهوده : سامحنى وافعل ما يحلو لك فلن اعترض طريقك وكل ما ارجوه منك ان تشعر بي واني بجوارك ...
ذهب الفتى الى الشيخ وطلب منه ان يرفع يده ولسانه عنها
فقال الشيخ غاضبا: امثالها لا بد من حرقهن
فقال الفتى صارخا : لا ........ لا يا سيدنا انها احبت وحاولة ان تحافظ على حبها فدعها كيف احرق قلب انا فيه محبوب
فقال الشيخ: اخشى ان تضيعك يا بني
فقال الفتي: انت تعرف يا سيدنا انه كان بمقدورها منذ زمن بعيد ان تفعل ما تقول ... دعها فمن احب لا يقسى على من احبه ...
ظل الفتى اربع سنوات بعدها دون زواج يشعر بعشيقته محترم مشاعرها
وفى عطلة بداية عام جديد وبينما هو جلس وحيد كعادته قرب شجرة يتأمل بدهشة وتعجب ما حدث ويحدث شعر بحراة جسدها فى زراعه فلتفت ليجدها بجواره ...
فقال لها وقد استلقى على ظهره ناحية جزع الشجرة : اشعر بأن ظهورك هذه المره يختلف عن السابقه
فقالت برقه وستجداء: حبيبي كف سياطك عني وتزوج كلما نظرت اليك فى فراشك وانت نائم وحيد يعصرني الالم والندم والذنب تزوج وارحمني ...
فقال: كنت قبل ان اراكي ابحث عن الحب وبعد ان رأيتك ابحث عمن احب
فقالت: بتشوق هل احببتني
فقال: الا تعلمين نعم احببتك لصدقك وحبك لي
فقالت : وهل بقدر حبي
فقال: لقد خفق قلبك بعد ان رأني كما انك تشاهديني فى كل لحظة أما انا اشهد الله بأني احببتك من قبل ان أركي
فقالت: كيف
فقال: منذ ان كنت صبي وانا اعشق هذا الشعور الخفي الذي يغنيني عن عيون الحسنوات وبعد لقائنا منذ اربعة اعوام تعلق قلبي بك رغم اني لا اراك ورفضت الارتباط رغم انه بمقدوري.
فقالت: وهذا ما استدعى ظهورى لك مرة اخرى لقد عفى عني والدي وامى واخوتي واهلى وعشيرتي بفضلك فلقد سمع ابي حوارك مع الشيخ وشاهدك طيل الاربع سنوات فدفعته نحوي من جديد بمشاعر الابوه اخلاقك وكرمك وعطفك وحرصك وخوفك على ...تزوج يا حبيبي تزوج اريد ان أرى اطفالك الذين كنت سأنجبهم لك ...
فقال: قبل ان أرك كان ممكن واما الان فمستحيل ....
فقالت وقد ارتمت على صدره لا .... الان ضروري انا لم اطلب اكثر من الشعور بي تزوج .......
فقال: وهل تظنين ان الشعور بما لا نرى من السهل ان ننساه نحن عالم الانس
فقالت : كنت ارى عليك تشوقك لرؤيتي فلك ما تحب ساكن بجوارك سأكن معك دائما لن ازعجك ولن اعترض حياتك....
لبى الفتى طلب معشوقته ... وتزوج وفى صباح ليلة عرسه استيقظ على صوت زوجته وهى تٌلاعب قطة جميلة ناعمة بيضاء كانت تفترش الغطاء اسفل قدميهما ...
فنهض الفتى وقبلها بعد ان قبل زوجته وقال :
" ضاحك مداعبها لو تعرف من تكون لاصاب المسكينة الجنون "
فى الحقيقة الامر ليس قصة من نسيج الخيال انها حقيقة وواقع فالجن موجود وعالم كعالم الانس يعيش بيننا ومعنا فى هذا الكون الفسيح منهم الصالح ومنهم الطالح وفى كل الاحوال هم عالم له قوانينه الخاصة ونظمه وتنظيمه وعادته وتقاليده ....
الإثنين يناير 14, 2019 9:51 am من طرف 
موضوع: العشق بين الجن والانس