السنبلاوين بلدى
السنبلاوين بلدى
السنبلاوين بلدى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

السنبلاوين بلدى

منتدى خاص بمدينة ومركز السنبلاوين ( تابع لشبكة شباب السنبلاوين )
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول
المواضيع الأخيرة
» صور اشجار الفاكهه
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالإثنين يناير 14, 2019 9:51 am من طرف مديرالمنتدى

» اطول شجرة بالعالم
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالإثنين يناير 25, 2016 1:14 pm من طرف ابن النيل

» أغرب شوارب ولحى في بطولة عام 2015
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالأربعاء نوفمبر 25, 2015 3:48 am من طرف ابن النيل

» رجيم تخسيس الارداف
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالأحد مايو 17, 2015 10:50 am من طرف مديرالمنتدى

» بالمستندات مصر تمنح الدول الأوروبية قروضاً .. والأقتصاد المصري الأقوي في العالم
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالأربعاء مايو 06, 2015 2:16 pm من طرف مديرالمنتدى

» نصائح لمريض السكر
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالأحد مارس 29, 2015 11:15 am من طرف فارس السنبلاوين

» خديجة والغراب
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالثلاثاء مارس 03, 2015 1:41 pm من طرف فارس السنبلاوين

» لقاء ثروت الخرباوي والرئيس السيسى
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2015 9:27 am من طرف ابن النيل

» إكتشاف سر مثلث برمودا بسبب هرمان ضخمان من الكريستال تحت سطح الماء
خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالجمعة فبراير 27, 2015 9:23 am من طرف ابن النيل

دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
مواضيع مماثلة
التبادل الاعلاني
احداث منتدى مجاني
 
 
 
اكبر سباق مواقع عربي
 
 
 
» إصرار البعض على صلاة ركعتي الطواف خلف المقام حتى في أيام الزحام .

» كتب في العقد ثمناً أكثر مما دفع وأخذه من الشفيع.

» وقع في العادة السرية في ليالي منى في الحج ! .

» يتحلقون حول النساء في الطواف ، فلا تكون الكعبة عن يسارهم.

» يخشى على ولده من الفساد عند التحاقه بالمدرسة الثانوية.

» قضاء الصوم الواجب في أيام التشريق لا يصح .

» لماذا يكبر الإمام في صلاة العيد .

» حكم تعليم غير المسلم القرآن الكريم.

» التكبير المطلق والمقيد ( فضله ووقته وصفته ) .

» حكم صيام أيام التشريق .

تحميل صور مدى الحياة
أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى
مديرالمنتدى
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
فارس السنبلاوين
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
حماده حسنى
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
محمد شرف الدين عبد الرحمن
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
زهرة البرجاس
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
بنت الحوال
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
قلب طفلة
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
ابن النيل
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
عاشق الاهلى
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
حديث المدينة
خونة فى تاريخ مصر Vote_rcapخونة فى تاريخ مصر Voting_barخونة فى تاريخ مصر I_vote_lcap 
المتواجدون الآن ؟
ككل هناك 245 عُضو متصل حالياً :: 0 عضو مُسجل, 0 عُضو مُختفي و 245 زائر :: 1 روبوت الفهرسة في محركات البحث

لا أحد

أكبر عدد للأعضاء المتواجدين في هذا المنتدى في نفس الوقت كان 538 بتاريخ السبت مايو 26, 2012 6:58 am
احصائيات
هذا المنتدى يتوفر على 225 عُضو.
آخر عُضو مُسجل هو محسن فمرحباً به.

أعضاؤنا قدموا 3569 مساهمة في هذا المنتدى في 2317 موضوع

 

 خونة فى تاريخ مصر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فارس السنبلاوين




عدد المساهمات : 311
تاريخ التسجيل : 04/11/2009

خونة فى تاريخ مصر Empty
مُساهمةموضوع: خونة فى تاريخ مصر   خونة فى تاريخ مصر I_icon_minitimeالإثنين أكتوبر 11, 2010 3:29 pm

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


( مستر أتش .......و جلاد دنشواى )

حملا لقباً واحداً..وسلكا الدرب نفسه: درب الخيانة

فأما الأول، فانتقل من معسكر المقاومة إلى معسكر موالاة الاحتلال، وباع رفاق الكفاح القدامى بأرخص الأثمان

والثاني، حمله المصريون على الأعناق.. لكنهم لم يغفروا له سقطته في دنشواي

ولنبدأ بالأول..محمد نجيب الهلباوي

والهلباوي هو أحد تسعة شبانٍ اعتقلتهم السلطات في حادث اغتيال الإنجليز..وهو أيضاً أحد اثنين من هؤلاء التسعة قدمتهما النيابة للمحاكمة، فحكمت عليه المحكمة العسكرية البريطانية –هو وزميله محمد شمس الدين- بالإعدام..إلا أن السلطان حسين كامل التمس من الإنجليز تخفيف الحكم، فاستبدلت به الأشغال الشاقة المؤبدة

ولكن من يصدق أن الهلباوي انتقل من معسكر الوطنية والفداء إلى معسكر الخيانة والغدر، فيعمل مرشداً وعميلاً لسلطات الاحتلال، ثم يبيع زملاء الجهاد بأبخس الأثمان حتى يسلمهم إلى حبال المشانق
عن محمد نجيب الهلباوي نقرأ ما كتبه جمال بدوي في كتابه "نظرات في [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]مصر" الذي يورد أن الهلباوي الذي اتُهِمَ بإلقاء قنبلةٍ على السلطان حسين في الإسكندرية في يوليو تموز عام 1915، أُفرِجَ عنه ضمن الفدائيين المحكوم عليهم في قضايا الاغتيالات السياسية بقرارٍ من وزارة الشعب الأولى برئاسة سعد زغلول. وفي اليوم التالي لإطلاق سراحه، ذهب الهلباوي طائعاً مختاراً إلى مبنى المخابرات البريطانية ليضع نفسه في خدمة الاحتلال، ويسخر خبرته السابقة ومعلوماته الغزيرة عن الأعمال الفدائية لتكون تحت أمر سلطات الاحتلال


وكان الإنجليز في شوقٍ شديدٍ لواحدٍ من هذا الطراز يكشف خبايا العمليات الجريئة
التي قام بها الجهاز السري التابع لقيادة ثورة 1919وذهب ضحيتها العديد من الإنجليز وأعوانهم من الوزراء المصريين


ظل الإنجليز يبحثون عمن يرشدهم إلى أسرار هذا الجهاز الغامض، حتى ظهر محمد نجيب الهلباوي ليصبح عميلاً في جهاز المخابرات البريطانية تحت اسم "مستر اتش" ويتحول من بطلٍ يحمل روحه على كفه إلى خائنٍ مهمته ملاحقة إخوانه الفدائيين والاختلاط بهم ومعرفة أسرارهم ونقلها إلى العدو

رحب الإنجليز بالهلباوي واعتبروه مكسباً كبيراً وتركوه يملي عليهم شروطه للتعاون معهم،

وهي شروطُ رخيصة الثمن، لا تزيد على راتبٍ شهري قدره 40 جنيهاً بخلاف المسكن والمأكل والمشرب. ويعترف الهلباوي في مذكراته المخطوطة التي أودعها عند الصحفي الكبير مصطفى أمين بأنه خرج من السجن فوجد بعض زملائه قد تقدموا عليه في الوظيفة..فهل يمكن الاقتناع بهذا السبب أو الذريعة لتبرير خيانته لوطنه؟

على أية حال، كان الهلباوي حريصاً على الاختلاط بدائرة الشبان الوطنيين وكان أعلاهم صوتاً وأشدهم حماسةً وسخطاً على الإنجليز..ثم ينقل أسرارهم وتفاصيل عملياتهم الفدائية لسلطات الاحتلال. وأسهم بهذه الطريقة في إلقاء القبض على الرجال الثمانية الذين خططوا لاغتيال السير لي ستاك سردار الجيش المصري وحاكم السودان العام في 19 نوفمبر تشرين ثانٍ عام 1924، ليقبض ثمن المكافأة التي رصدتها الحكومة له وقدرها 10 آلاف جنيه، ولينعم بالحياة التعسة على رقاب زملاء الكفاح القدامى


إبراهيم الهلباوى


الهلباوي الآخر الذي يضمه الكثيرون إلى الخونة

وبالرغم من أن الناس عرفوه كأحد أعظم المحامين الذين أنجبتهم مصر، فإن حياته تعد نموذجاً تقليدياً لقصة حياة البطل الذي يخطيء مرةً واحدةً فيهيل على تاريخه التراب، ويظل مثل سيزيف يكافح طوال ما تبقى من عمره –دون جدوى- للصعود بالصخرة إلى قمة الجبل، دون أن [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]له أحدٌ خطيئته في حق الشعب

أحب شعب مصر آنذاك إبراهيم الهلباوي (1858-1940) الذي وصفه عباس محمود العقاد ذات مرةٍ بأنه "كان ذا ذلاقة لسانٍ لا تطيق نفسها ولا تريح صاحبها". وكان الهلباوي خطيباً مفوهاً وممثلاً رائعاً يمزج بين العربية الفصحى والعامية البسيطة ويتحرك بخفةٍ ورشاقة، يجبر المحكمة على سماعه ويجعل من يسمعه ويراه مشدوهاً بعبقرية هذا الرجل. قال عنه عبد العزيز البشري في "المرآة" إنه "شيخ يتزاحف على السبعين إن لم يكن قد اقتحمها فعلاً، عاش مدى عمره يحبه ناس أشد الحب ويبغضه ناس أشد البغض.. إلا أن هؤلاء وهؤلاء لا يسعهم جميعاً إلا التسليم بأنه رجل عبقري"


كان الهلباوي يقف في المحكمة فيهز مصر كلها بفضل حججه القانونية البارعة التي جعلته يدعى أعظم طلاب المرحمة، على حد وصف معاصريه..لكنه فشل في طلب الرحمة لنفسه من الشعب في حادثة دنشواي. وعلى امتداد 30 عاماً طويلة حاول أن يكفِرَ عن ذنب ارتكبه، لكن الشعب أصم أذنيه لأن الذنب كان من النوع الذي يصعب نسيانه وغفرانه
ففي يوم 20 يونيو حزيران عام 1906، أصدر بطرس باشا غالي ناروز وزير الحقانية بالنيابة قراراً بتشكيل المحكمة المخصوصة لمحاكمة المتهمين في حادثة دنشواي برئاسة بطرس باشا غالي نفسه، وعضوية كلٍ من "المستر" هبتر نائب المستشار القضائي، و"المستر" بوند وكيل محكمة الاستئناف الأهلية والقائمقام لهادلو القائم بأعمال المحاماة والقضاء بجيش الاحتلال، وأحمد فتحي زغلول بك (حمل لاحقاً لقب: باشا) رئيس محكمة مصر الابتدائية وأن يكون انعقادها في شبين الكوم يوم الأحد 24 يونيو حزيران

كان من المقرر أن يحضر إبراهيم الهلباوي التحقيق مع المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي يوم السبت الموافق 16 يونيو عام 1906 لكنه لم يحضر لعدم عثوره على وسيلة انتقال مباشرة إلى دنشواي ولارتفاع درجة الحرارة في ذلك اليوم

وعلى رصيف القطار في القاهرة، وجد الياور الخاص برئيس الوزراء مصطفى فهمي باشا يخبره بأن "الباشا" ينتظره في مكتبه لأمرٍ مهم. ثم التقى الهلباوي محمد محمود بك رئيس حزب الأحرار الدستوريين فيما بعد، وكان يعمل آنذاك سكرتيراً خاصاً لمستشار وزير الداخلية الإنجليزي "المستر" ميتشل، الذي سأله عما إذا كان أحد من المتهمين في حادثة دنشواي قد وكله للدفاع عنه..فلما نفى ذلك أخطره بأن الحكومة قد اختارته ليمثلها في إثبات التهمة ضد المتهمين أمام المحكمة المخصوصة، باعتباره من أكبر المحامين سناً وأقدمية

المفاجأة كانت في حسم الهلباوي تردده وقبوله المهمة، بل وتواضعه في تحديد أتعابه، فمع أنه –كما قال فيما بعد- "كان يتقاضى 500 جنيه في القضايا الكبرى، فإنه خفض أتعابه في هذه القضية، فقبِلَ أن يترافع فيها ب 300 جنيه فقط"

هذا هو الهلباوي..لا فارق لديه بين أن يدافع عن المتهم ليطالب بتبرئته، أو أن يكون المدعي العام الذي يثبت عليه الاتهام ليطالب بإعدامه

وهكذا استقبل الهلباوي في مكتبه "المستر" موبيرلي المفتش الإنجليزي لوزارة الداخلية لوزارة الداخلية و"المستر" مانسفيلد الحكمدار الإنجليزي لبوليس القاهرة اللذين أبلغاه أنهما مكلفان بأن يكونا في خدمته في كل ما يتعلق بقضية دنشواي، واقترحا عليه أن يحضر التحقيق وأن يشارك في استجواب المتهمين، لكنه اعتذر عن ذلك وفضلَ أن يزور مسرح الأحداث ليعاينه. وفيما بعد، قال الهلباوي – في معرض تبرير سقطته- إن قبوله القيام بدور المدعي العام قد مكَنه من صد المحاولات الإنجليزية التي استهدفت تضخيم الحادثة (مذكرات إبراهيم الهلباوي: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]حياته، إبراهيم الهلباوي بك (1858-1940)، تحقيق عصام ضياء الدين؛ تقديم د. عبد العظيم رمضان)

ودنشواي هي قرية تقع في مركز الشهداء، شبين الكوم بمحافظة المنوفية، ويُعتقد أن الاسم مشتقٌ قديماً من دير جواي ثم تحول إلي دنجواي

وتعود بدايات الحكاية إلى عام 1906 حين صدرت أوامر الحكومة في مصر إلى عُمد بعض البلاد بمساعدة فرقة تابعةٍ للاحتلال البريطاني آنذاك مكونة من خمسة جنود ممن كانوا يرغبون في صيد الحمام ببلدة دنشواي المشهورة بكثرة حمامها كما اعتادوا

وفي نهار صيفي عادي في يوم الأربعاء الموافق 13 يونيو حزيران كان هؤلاء الجنود الإنجليز بقيادة الميجور كوفين يتجولون بالقرب من القرية المنكوبة ومعهم الأومباشي زقزوق والترجمان عبد العال. وكان الميجور مغرماً بصيد الحمام فأقنع رجاله - وهم: الكابتن بول، الملازمان بورثر وسميث، الطبيب البيطري الملازم بوستك - بأن يتراهنوا لاصطياد الحمام من على أشجار دنشواي

وكان كوفين وبول وبوستك يطلقون الأعيرة لاصطياد الحمام بجوار الأشجار على جانبي الطريق الزراعي، ولكن تشاء الأقدار أن يتوغل بورثر وسميث داخل القرية حيث كان الحمام عند أجران الغلال يلتقط الحب. ويصوب بورثر بندقيته إلى جُرن الحمام الخاص بالشيخ محمد عبد النبي مؤذن البلدة، فتفقد زوجة الشيخ وعيها بعد أن أصابها عيار طائش

وتفيد المصادر المختلفة بأن مؤذن البلدة جاء يصيح بهم كي لا يحترق التبن في جُرنه، لكن أحد الضباط لم يفهم منه ما يقول وأطلق عياره فأخطأ الهدف وأصاب المرأة، وتدعى أم محمد. واشتعلت النار في التبن، فهجم الرجل على الضابط وأخذ يجذب البندقية وهو يستغيث بأهل البلد صارخاً "الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن، الخواجة قتل المرأة وحرق الجُرن"، فأقبل الأطفال والنسوة والرجال صائحين "قتلت المرأة وحرقت الجُرن"، وهرع بقية الضباط الإنجليز لإنقاذ صاحبهم

وفي هذا الوقت وصل الخفراء للنجدة كما قضت أوامرهم، فتوهم الضباط على النقيض بأنهم سيفتكون بهم فأطلقوا عليهم الأعيرة النارية وأصابوا بعضهم فصاح الجمع "قتل شيخ الخفر" وحملوا على الضباط بالطوب والعصي، فألقى الخفراء القبض عليهم وأخذوا منهم الأسلحة إلا اثنين منهم وهما "كابتن" الفرقة وطبيبها اللذين أخذا يعدوان تاركين ميدان الواقعة وقطعا نحو ثمانية كيلومترات في الحر الشديد حتى وصلوا إلى بلدة سرسنا، فوقع "الكابتن" بول مطروحاً على الأرض ومات بعد ذلك متأثراً بضربة شمس إثر عدوه لمسافة طويلة تحت أشعة الشمس

عندها تركه زميله الطبيب وأخذ يعدو حتى وصل إلى المعسكر، وصاح بالعساكر فركضوا إلى حيث يوجد الكابتن، فوجدوه وحوله بعض الأهالي، فلما رآهم الأهالي لاذوا بالفرار، فاقتفى العساكر أثرهم وألقوا القبض عليهم إلا أحدهم –ويدعى سيد أحمد سعيد - هرب قبل أن يشد وثاقه واختبأ في فجوة طاحونةٍ تحت الأرض فقتله الإنجليز شر قتلة

وكان رد الفعل البريطاني قاسياً وسريعاً، فقد قدم 52 فلاحاً مصرياً للمحاكمة بتهمة القتل المتعمد

وهنا جاء دور الهلباوي في تلك المسرحية الهزلية



فقد استخدم الهلباوي دهاءه لتكييف واقعة اعتداء الفلاحين بالضرب على الضباط الإنجليز بحيث يثبت أن الحريق الذي وقع في الجُرن نتيجة رصاص الضباط الإنجليز أثناء رحلة الصيد في دنشواي،
هو حادثٌ تالٍ للاشتباك بين الفلاحين والضباط –وهذا لم يكن صحيحاً- بل زعم الهلباوي أن الضباط الإنجليز لم يكونوا أصلاً السبب في حدوث حريق الجُرن..وأشار إلى أنه حريقٌ متعمد اصطنعه الفلاحون ليخفوا أدلة سبق إصرارهم وتعمدهم التحرش بالضباط الإنجليز والاعتداء عليهم بالضرب
وهكذا تمكن الهلباوي من تبرئة الضباط الإنجليز من الأخطاء والجرائم التي ارتكبوها، في حين زاد من مسؤولية الفلاحين عن الحادثة. واتخذ الهلباوي من نجاح الفلاحين في إخماد النيران في الجُرن في غضون ربع ساعةٍ فقط دليلاً على أن الفلاحين هم الذين أطفأوا النيران بعد أن أشعلوها

ولم يبق في إثبات ركن سبق الإصرار على القتل والشروع فيه سوى إثبات أن فكرة القتل لم تكن عرضيةً وغنما كانت نيةً مبيتة

وصوّر الهلباوي الأمر أمام المحكمة وكأن الفلاحين رتبوا الأحداث بحيث صمموا على قتل الإنجليز إذا جاءوا للصيد في قريتهم. وكان الملازم بورثر قد ذكر أثناء إدلائه بأقواله أمام المحكمة أن المتهم التاسع عبد المطلب محفوظ قد حماه هو وزملاءه من العدوان عليهم، وقدم إليهم المياه ليشربوا، وهي شهادةٌ كانت كافية لتبرئته

وعندما جاء الدور على الشاهد فتح الله الشاذلي نجل عمدة دنشواي، ورد في أقواله هو الآخر أنه قد قدم الماء للضباط..فتنبه الهلباوي إلى نقطةٍ جزم بأنها فاتت على الملازم بورثر، ووقف ليقول إنه يلاحظ شبهاً كبيراً في الملامح بين المتهم عبد المطلب والشاهد فتح الله، وإنه يعتقد أن الأمر قد اختلط على الملازم بورثر..فاستدعت المحكمة الضابط الإنجليزي الذي حسم الامر، وقال إن الذي سقاه هو ابن العمدة وليس المتهم. وبذلك حرم الهلباوي المتهم التاسع من فرصته للنجاة من الحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبده
[size=21][size=21]وعلى هذا النهج يروي لنا صلاح عيسى في كتابه "حكايات من دفتر الوطن" كيف بذل إبراهيم الهلباوي جهداً ضخماً في تفنيد كل ما جاء في أقوال المتهمين والشهود ليهدم كل واقعةٍ يمكن أن تتخذ ذريعةً للتخفيف عن المتهمين الأبرياء في حادثة دنشواي، وليثبت للمحكمة أن الحادثة ارتكبت عمداً ومع سبق الإصرار، حتى يفوز بما كان قد اتفق عليه مع سلطات الاحتلال ويعطي المحكمة مبرراً للحكم بالإعدام على المتهمين

بل إنه فند التقارير الطبية التي قالت إن الضحية الوحيدة في الحادثة وهو الكابتن البريطاني بول، قد مات متأثراً بضربة شمس، وأكد أن موت بول بضربة شمس لا ينفي أن المتهمين هم الذين قتلوه لأنهم هم الذين ضربوه، وألجأوه إلى الجري تحت أشعة الشمس اللاهبة. أضف إلى ذلك أن الهلباوي اتهم المتهم البريء حسن محفوظ بأنه "لم يكدر قريةً بل كدر أمةً بأسرها بعد أن مضى علينا 25 عاماً ونحن مع المحتلين في إخلاصٍ واستقامة وأمانة.. أساء إلينا وإلى كل مصري..فاعتبروا صوتي صوت كل مصري حكيمٍ عاقل يعرف مستقبل أمته وبلاده"

وبذلك قتل الهلباوي شعبه كله بعد أن صدر الحكم بإعدام أربعة متهمين -هم: حسن علي محفوظ‏,‏ يوسف حسني سليم‏,‏ السيد عيسى سالم ومحمد درويش زهران-‏ والجلد‏50‏ جلدة على 12 متهماً، والأشغال الشاقة لباقي المتهمين


وفي الثانية من ظهر يوم ‏28‏ يونيو حزيران جرى تنفيذ تلك الأحكام الجائرة، بعد محاكمةٍ استمرت بضعة أيام فقط وأمام أعين الأهالي. وتقول جريدة "المقطم" يوم ‏18‏ يونيو حزيران عام ‏1906‏ إن المشانق أعدت داخل القرية قبل التحقيق‏

وعن جدارةٍ استحق الهلباوي لقب [size=25]"جلاد دنشواي" الذي أطلقه عليه الشيخ عبد العزيز جاويش


عاش الهلباوي 34 عاماً بعد تلك المأساة، ذاق أثناءها الذل والهوان من المصريين الذين لم ينسوا له دوره في تلك المحاكمة، بالرغم من محاولته التكفير عن ذلك، وحورب حرباً شديدة من الناس وخصومه وأصدقائه، وطارده لقب "جلاد دنشواي" في كل مكان. وكانت له كلمته الشهيرة: "ما أتعس حظ المحامي وما أشقاه.. يعرض نفسه لعداء كل شخص يدافع ضده لمصلحة موكله فإذا كسب قضية موكله، أمسى عدواً لخصمه دون أن ينال صداقة موكله"
لكن إبراهيم الهلباوي لم يكن الخائن الوحيد لمصر في حادثة دنشواي، فقد كان هناك اثنان آخران أولهما بطرس باشا غالي (1846-20 فبراير شباط 1910) وزير الحقانية بالنيابة آنذاك الذي ترأس المحكمة. أما نهاية هذا الرجل فكانت على يد صيدلاني يدعى إبراهيم الورداني، اغتال بطرس غالي أمام وزارة الحقانية في الساعة الواحدة ظهراً يوم (11 من صفر 1328 هـ=20 فبراير 1910)، حيث أطلق عليه الورداني ست رصاصات أصابت اثنتان منها رقبته. وكان اغتيال بطرس غالي هو أول جريمة اغتيال في مصر الحديثة


أما الثاني فهو أحمد فتحي زغلول ( فبراير شباط 1863- 27 مارس آذار 1914) عضو المحكمة ورئيس محكمة مصر الابتدائية الذي كتب حيثيات الحكم بخط يده. ولم يغفر له أحد ما فعله في دنشواي..لم يغفر له أن الشقيق الأصغر لزعيم الأمة سعد زغلول، حتى أن ذكراه كانت تمر بعد ذلك وسعد زعيم الامة المحبوب، فلا يجسر أحدٌ على الإشارة إليها


بل إن خصوم سعد زغلول كانوا يشيرون إلى شقيقه أحمد فتحي كدليلٍ على عدم وطنية الأول


وكانت لطمةً قويةً..وأنقذ أحمد فتحي زغلول نفسه، فغادر الدنيا بعدها بسنواتٍ قلائل، إذ مات في عام 1914 وهو وكيلٌ لوزارة العدل
[/size]

عبد الخالق ثروت عدو الوطنية و الوطنيين



[center]ولد "عبد الخالق ثروت" في درب الجماميز عام 1873 م سليل أسرة أناضولية إستوطنت مصر.

جده "عبد الخالق أفندي" كان من كبار الحكام في أوائل عهد محمد علي وقيل أنه يمت لأسرة محمد علي بصلة قربى. ووالده "إسماعيل عبد الخالق" كان من كبار المسئولين عن الشئون المالية في عهده. وأمه تنتمي إلى أصول تركية. وتزوج "عبد الخالق ثروت" من السيدة "فاطمة هانم" ، وكان الإثنان يمتلكان أكثر من 1500 فدان في (منيا القمح، الشرقية ) وفي (دسوق البحيرة) وفي بني سويف. كان "ثروت" ينتمي إلى فئة الأعيان ينظر بتعال وعدم إحترام للجماهير الثائرة عام 1919م.

عرف عنه مطاردته للوفد والوفديين....

منذ بداية حياته الوظيفية عمل سكرتيرا للمستشار القضائي الإنجليزي وإنجار للإنجليز وإنحاز الإنجليز إليه. وكانوا وراء إختياره وزيرا للحقانية في 5 إبريل 1914 - 19 ديسمبر 1914 في وزارة حسين رشدي باشا الأولى.

ولعل أكثر فترات حياته موالاة للإنــــجليز تلك التي كان فيها وزيرا للداخـــــلية في (16 مارس 1921 – 24 ديسمبر 1921) في وزارة صديقه الحميم "عدلي يكن باشا" وصلت رغبته في إرضاء الإنجليز على حساب سعد والوفد أن أمر بمصادرة صور "سعد باشا" في أي مكان توجد به ومنع أية فضيات عليها صور سعد. وعندما أخرج "محمد بيومي" رائد السينما التسجيلية فيلما لإستقبال سعد باشا حذف "ثروت" عددا من المناظر.

ومنع وكلاء الأمة من الإجتماع في بيت الأمة. وإستغل سلطة الأحكام العربية في إعتقال الكثيرين من أعضاء الوفد. وسجل المؤرخ "أحمد شفيق" أن "عبد الخالق ثروت" كان له دور في نفي الوطنيين.

كان وزيرا للداخلية في وزارة "عدلي يكن" – 16 مارس 1921 – حتى 24 ديسمبر 192 – وكان "ثروت" في تلك الفترة يحارب "سعد والوفد" بضراوة وشراسة ، ويحرص على علاقات الود مع الإنجليز والقصر وعدلي يكن

الأستاذ عباس محمود العقاد كان له رأي ثاقب ثابت في أسلوب "عبد الخالق ثروت" وهو (الكيد مع إصطناع الطيبة والبراءة). وعندما عاد "سعد باشا" من منفاه الأول كتب "عبد الخالق ثروت" خطابا إلى سعد باشا لإنهاء الخصومة بينهما من خلال تحكيم الأمراء فيما هو قائم من خلاف. ورأي "العقاد" أن "ثروت" يريد بذلك الإيقاع بين سعد باشا والأمراء وأن هذه المحاولة تؤكد أسلوب ثروت (الكيد مع إصطناع الطيبة). ولهذا كما سنرى فيما بعد ظل "ثروت" يكره العقاد ويقرب إليه "الدكتور طه حسين".


وعندما شكل "ثروت" وزارته في اليوم التالي لتصريح 28 فبراير عام 1922 (شكل الوزارة في أول مارس – 29 نوفمبر 1922) صنع مع سعد والوفد ما صنعه الحداد. وفي عهد وزارته ألقي القبض على "حمد الباسل ومرقص حنا وواصف غالي وعلوي الجزار وويصا واصف ومراد الشريعي وجورجي خياط في يوليو عام 1922" وصدرت بعض أحكام بالإعدام في 14 أغسطس 1922. ووقف وراء تكوين حزب الأحرار الدستورين في أكتوبر 1922م. وكان الإنجليز بعد تصريح 22 فبراير قد إستشاروا "عدلي يكن" فيمن يشكل الوزارة فقال قوله المشهور "عدلي هو ثروت وثروت هو عدلي" وشكل ثروت الوزارة.


وفي 15 مارس عام 1923 شكل "يحي إبراهيم باشا" وزارته الأولى وهي وزارة إدارية. وصدرت قرارات الإفراج عن المعتقلين ، وفي 5 يوليو ألغيت المحاكم العرفية. وكان الدستور قد صدر في 19 إبريل بما عليه من ملاحظات.

وجرت أول إنتخبات برلمانية حقيقية في 12 يناير عام 1924 سقط فيها "يحيى إبراهيم باشا" ، وسقط "إسماعيل صدقي باشا" في دائـــرته (الغريـــــب) أمام مرشـــح سعد باشا ل"محمد نجيب الغربالي" .. ولم يجرؤ "عبد الخالق ثورت" على أن يرشح نفسه في أية دائرة إنتخابية لأنه لا ينسى ما فعله مع سعد ومع الوفديين ومع سائر العناصر الوطنية. وبعد تأليف الوزارة الشعبية عام 1924 إقترح "محمد نجيب الغرابلي" على "سعد باشا" تأليف محكمة لمحاكمة "ثروت" على جرائمه في حق الشعب

جناية فى حق بطل وطنى

اهتزت القاهرة، بل اهتزت البلاد كلها لطلق ست رصاصات من يد شاب وطني على عطوفة رئيس النظار بطرس باشا غالي، وهو خارج من نظارته يستعد لركوب عربته، أطلقها عليه فتى وطني يسمى إبراهيم ناصف الورداني لا يتجاوز عمره الثانية والعشرين، فقبض عليه في محل ارتكاب الجريمة، وربط بحبل، وسجن في إحدى غرف الحقانية واستلمه سعادة النائب العمومي للتحقيق معه".
وقد وجهت للورداني تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، وهي جريمة عقوبتها الإعدام، وانشغل الرأي العام المصري بالحادث انشغالا كبيرا، حتى فشت في تلك الفترة خطابات التهديد التي كانت ترد إلى النظار (الوزراء) وكبار المسئولين في الدولة.

وقد قام عبد الخالق باشا ثروت الذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب النائب العام بالتحقيق في القضية، وقد ذكر في مرافعته أن الجريمة المنظورة أمام المحكمة هي جريمة سياسية وليست من الجنايات العادية، وأنها "بدعة ابتدعها الورداني بعد أن كان القطر المصري طاهرا منها" ثم طالب بالإعدام للورادني، ثم أرسلت القضية إلى المفتي (الشيخ بكري الصدفي) لإبداء رأيه فيها، لكن المفتي أخذ بوجهة نظر الدفاع القائلة باختلال قوى المتهم العقلية وضرورة إحالته إلى لجنة طبية لمراقبته، إلا أن المحكمة لم تأخذ برأي المفتي، وكانت سابقة أن يعترض المفتي على حكم محكمة الجنايات برئاسة الإنجليزي "دولبر وجلي"، وفي يوم (9 جمادى الأولى 1328هـ=18 مايو 1910م) أصدرت محكمة الجنايات حكمها بالإعدام على الورداني، وفي صباح يوم (21 من جمادى الآخرة 1328 هـ=28 يونيو 1910م) تم تنفيذ حكم الإعدام في الورداني.

وقد صدر قرار يُحرم على أي مصري الاحتفاظ بصورة الوردانى وبسببه غنّت مصر الأغنية الشهيرة ومطلعها:



قولوا لعين الشمس ما تحماشي
لاحسن حبيب القلب صابح ماشي



ألف المصريون هذه الأغنية وغنوها صباح اليوم الذي نفذ فيه حكم الإعدام في الصيدلي الشاب، وهي إحدى طرق مقاومة الاحتلال التي اشتهر بها المصريون وأمكنهم أن يغنوها دون أن يتعرضوا لعقاب المحتلين.
أما سبب الاغتيال فيعود إلى أن الحركة الوطنية المصرية التي استيقظت بعد ثمانية عشر عاما من الاحتلال، اعتبرت بطرس غالي رئيس الوزراء أداة طيعة في يد الإنجليز بإصداره قانون المطبوعات الذي كمم أفواه الصحافة، وكانت الصحافة رافعة مهمة من روافع الحركة الوطنية بسبب سيطرة سلطات الاحتلال على الأدوات الأخرى التي يمكن استخدامها مثل البرلمان أو الأحزاب أو التجمعات المختلفة، لذلك ما إن أصدر رئيس النظار بطرس غالي (بالمناسبة بطرس غالي الذي اختاره السادات وزيرا للشؤون الخارجية، ثم تولى أمانة الأمم المتحدة ورياسة المجلس القومي لحقوق الإنسان أخيرا من أحفاد العائلة نفسها، وكذلك وزير المالية الحالي بطرس غالي ينحدر من الأصول ذاتها)، قانون المطبوعات، حتى تعرض للهجوم الشديد وكتب حافظ إبراهيم قصيدته الشهيرة ومطلعها:



فتقيّدت فيه الصحافة عنوة
ومشى الهوى بين الرعية مطلقا

كانت تواسينا على آلامنا
صحف إذا نزل البلاء وأطبقا


وتوالت حملات الصحافة ضد بطرس غالي ولم يتورع الأخير عن استخدام القانون الجائر ضد الشيخ عبدالعزيز جاويش الذي كتب مقالا ناريا في ذكرى حادث دنشواي الذي أعدمت فيه سلطات الاحتلال فلاحين أبرياء وجلدت آخرين علنا في قرية دنشواي لإرهاب مصر بكاملها، وحكمت المحكمة على الشيخ جاويش بالسجن بسبب المقال المشار إليه.




الملفت للنظر أن الحكومة تخلد أسماء الخونة وتمحق أسماء الشرفاء

فعلي سبيل المثال عبد الخالق ثروت اسمه علي شارع من اهم شوارع وسط البلد

إبراهيم الهلباوي كذلك له شارع باسمه


بينما البطل إبراهيم الورداني لا يعرفه احد


كيف يتحول دم الشهيد إلي عصير عنب أحمر؟.. كيف يصبح عطر الفل نوعا من الخل؟ كيف تنقلب صلاة الوطنية إلي طقوس خيانة وثنية؟.. كيف تهبط أسهم الموت في سبيل الله إلي حضيض التجارة الفاسدة مع الشيطان؟.. كيف يترك العشق المقدس للوطن مكانته الرفيعة ويقيم في مقلب قمامة؟.

من صلب الشيخ حسن العطار خرج حفيده عصام العطار.. آخر الجواسيس الذين صادتهم المخابرات المصرية من حبة عين إسرائيل.. ومن ظهر البطل المصري الشجاع مصطفي حافظ ولدت ناهد أو نوني التي تمردت علي تاريخ أبيها وتنكرت لسمعة عائلتها وخرجت من دينها وسبت بلادها.. ومن صلب عائلة محمد نسيم.. الشهير بنديم قلب الأسد.. مفجر الحفار وإيلات ومدرب رأفت الهجان.. ولدت فتاة إسرائيلية.. ولم يتردد ابن رأفت الهجان نفسه في أن يمشي في الاتجاه المعاكس ويسبح تجاه الناحية الأخري ويعمل في خدمة الذين حاربهم أبيه.. المخابرات الإسرائيلية.

[size=21][size=25]( 1 ) عصام العطار حفيد البطل الشيخ حسن العطار[/size]


لقد كان الشيخ حسن العطار من علماء الأزهر الشريف الذين تمردوا علي جمود العقل الديني.. لم يطق ثوب الاجتهاد القديم والضيق الذي فرضه عليه شيوخه ومعلموه.. خشي أن يتحول ذلك الثوب العتيق إلي كفن يعيش فيه وهو علي قيد التفكير.. فأعلن حماسه لسفر تلاميذه إلي أوروبا لاستيعاب علوم"الفرنجة"وكان أشهرهم رفاعة الطهطاوي.. أول شعاع نور يلتهم ظلام العصور الوسطي ويفتح باب النهضة الحديثة التي جعلت مصر دولة إقليمية عظمي.. جعلت لمحمد علي باشا الكبير مكانا مستقرا في تاريخها.. وجعلتنا نشعر بحزن ممزوج بالشجن علي ما جري لحفيد حفيده الذي سقط في شباك المخابرات المصرية بعد أن تورط مع المخابرات الإسرائيلية.
إن كل الذين تأملوا صورة الجاسوس الصغير محمد عصام العطار تعاطفوا معه وإن لم يبرروا جريمته.. بل إن جهات التحقيق نفسها راحت من جانبها تفسر ما فعله بمعلومات إنسانية تضاعف من الشفقة عليه وإن كانت لا تخفف عنه العقوبة المشددة التي تنتظره.. فقد تحول منذ أن كان طفلا إلي كرة يد يلقي بها في الهواء أبوه وأمه اللذان انفصلا قبل أن يستوعب كلمة بيت وأسرة وشجرة وحب ووطن.. ولم يجد في جامعة الأزهر التي وجد نفسه متحمسا لها رائحة جده ولا سماحته ولا حماسه لفتح نوافذ العقل.. بل وجد جماعات متشددة.. متشنجة.. متعصبة.. تكره كل من يختلف معها.. وتسعي للتخلص ممن لا يسايرها.. وبين حلم لا يأتي وواقع لا يتفاهم معه وبيت لا يشعر فيه بالأمان قرر أن يهج.. تاركا وراءه حكما بالحبس في قضية شيك دون رصيد.. ولم تكن أمامه سوي تركيا.. دولة سياحية يسهل دخولها.. وهناك تضاعف شعوره باليأس فقرر حرق ما تبقي من جسور تربطه بوطنه.. وتقدم بخطي ثابتة إلي السفارة الإسرائيلية ليحصل علي وظيفة جاسوس.. وهناك جري ما جري.
ولو كان صوت الجد بعيدا لم يسمعه حفيده فكيف لم يسمع صوت الأب وكان قريبا؟!.. إن الأب ضابط سابق.. خدم في جهاز أمني رفيع ربما ساهم فيما بعد في القبض علي ابنه.. فكيف تحول ابن العين اليقظة إلي مؤخرة تقبل الشذوذ الجنسي والوطني ويتزوج مرتين بما لا يجوز.. من رجل آخر.. ووطن آخر؟

إبنةرجل المخابرات الشهير مصطفى حافظ




رجل المخابرات المصري القوي الذي كان مسئولا في منتصف الخمسينيات عن عمليات الفدائيين ضد إسرائيل.. وقد عاش في غزة.. في انتظار استدعائه للقاهرة لتولي رئاسة جهاز المخابرات العامة.. لكن.. في يوليو عام 1956 نجحت الموساد في التخلص منه بعبوة ناسفة داخل كتاب أرسلوه مع عميل مزدوج (هو سليمان طلالقة) إلي قائد الشرطة في غزة (لطفي العكاوي) بزعم أنه كتاب الشفرة الجديدة بعد أن اشاعوا أنه جاسوس لهم وكانت الموساد علي ثقة أن العميل المزدوج سوف يرسل الكتاب الملغوم أولا إلي مصطفي حافظ ليتأكد من خيانة قائد الشرطة وهو ما حدث.. لكن.. ما أن فتح مصطفي حافظ الكتاب وهو في حديقة استراحته حتي لقي مصرعه وأصيب سليمان طلالقة بجروح وحروق هائلة في واحدة من أسوأ عمليات المخابرات الإسرائيلية وأكثرها ألما لنا.
ولد مصطفي حافظ في قرية تابعة لبندر طنطا في 25 ديسمبر 1920 وتخرج في الكلية الحربية عام 1940 وعين في سلاح الفرسان (المدرعات فيما بعد) وفي يوليو 1948 نقل إلي مكتب الحاكم الإداري المصري في غزة مسئولا عن رفح.. وبعد الثورة التي كان أحد ضباطها الأحرار حضر اجتماعا سريا مع جمال عبد الناصر تقرر فيه إنشاء كتيبة فدائيين تواجه الاعتداءات الإسرائيلية علي الفلسطينيين في غزة وما حولها.. قاد الرجل الذي يهوي الظل تلك الكتيبة التي أرقت مضاجع العدو دون أن يتوصلوا إليه أو حتي يعرفوا صورته أو مكانه.. وفشلت كل محاولات اغتياله.. فقد كان يترك المكان قبل تنفيذها بدقائق.. واضعا في رأسه جملة قالها جمال عبدالناصر له: "خللي بالك يا مصطفي من الخونة مصر تريدك بشدة".. لكن.. كان القدر يعمل ضده وكذلك المخابرات الإسرائيلية التي كانت تريده حيا أو ميتا.. بل إن القوات الإسرائيلية لم تترد في إطلاق نيران مدرعاتها علي صورته التي علقت في الشوارع وفاء لذكراه.
تزوج مصطفى حافظ في مارس عام 1946 و أنجب ولدا وأربع بنات.. محمد وهو دبلوماسي لابد أنه اصبح الآن سفيرا وهدي وكانت طبيبة وزوجة للدكتور مصطفي ابوالنصر ، ومي التي كانت تعيش مع أمها في المعادي وكان عمرها ستة أشهر يوم قتل والدها وسهير زوجة الكاتب الصحفي شريف الشوباشي وناهد المهاجرة المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية والتي مسحت تاريخ أبيها بأستيكة وسكبت علي صورته اللامعة طنا من الزفت والقطران.
لقد غيرت ناهد حافظ اسمها إلي نوني درويش وغيرت ديانتها واعتنقت المسيحية وسخرت من استشهاد ابيها ووصفت ما فعله بالإرهاب واثنت علي الإسرائيليين الذين قتلوه ووصفتهم بحمائم السلام الذين سينشرون الخير والعدل في المنطقة الجاحدة التي لا تستحقهم.. بل إنها أعلنت استعدادها للتطوع دفاعا عن إسرائيل ضد البرابرة العرب والمسلمين.. وقد نشرت ذلك كله واكثر في كتاب، اعتبرها العرب بعد نشره عميلة للمخابرات المركزية الأمريكية والموساد معا. لقد كان عمرها خمس سنوات يوم مات ابوها وتخرجت في الجامعة لتعمل في الصحافة الأجنبية ثم هاجرت إلي الولايات المتحدة عام 1978 وعمرها ثلاثين سنة وبقيت هناك مجهولة ومهجورة حتي وقعت هجمات سبتمبر الشهيرة فقررت ان تنسلخ من جلدها وأصلها وعائلتها وشهرة أبيها ونشرت ما نشرت



( 3 ) صائد الجواسيس( ظابط المخابرات البطل ) و شقيقه الخائن


أنه محمود نور الدين ... ضابط المخابرات المصري الذي لم يهز قلب الوطن ويثير أوجاعه برحيله المفجع فحسب ... فقد هزه قبل ذلك كثيرا مرة حينما قرر أن يستقيل من عمله ويؤسس تنظيما لمطاردة جواسيس الموساد و مرة حين بدأ أولى عملياته ...ومرة حين قرر توسيعها لتشمل جواسيس أمريكا

وكانت البداية لتنظيم عرف فيما بعد باسم ثورة مصر استهدف تصفية عملاء الموساد بشكل أساسي ممن يدخلون البلاد تحت غطاء السياحة او الحصانة الدبلوماسية... ونفذ التنظيم عدة عمليات ناجحة بالفعل ولكن..

دائما ما تكون نهاية الفرسان مفجعة ليس لأنهم يرحلون فجأة دون مقدمات، أو لأن مكانهم يظل خاليا لفترة طويلة حتى يظهر فارس آخر، وإنما لأن الطعنة التى تقضى عليهم دائما ما تكون من الخلف وهم عزل، ومن أقرب الناس اليهم.

محمود نور الدين واحد من فرسان الظل , الذى عاش ومات دون أن يسمع الكثيرون عنه , وقد يرجع ذلك لطبيعه التنظيم الذى قام بإنشاؤه ..

ومحمود نور الدين دبلوماسي وضابط مخابرات مصرى, قرر الإستقاله من عمله, وإن لم يترك حياه المخابرات بالكامل, إذ لم يكن قرار إستقالته إلا خطوة أولى فى طريق تكوين تنظيم سرى بإسم "ثورة مصر" .. وقد إستهدف التنظيم تصفيه عملاء الموساد الذين يدخلون مصر تحت مظله الحمايه الدبلوماسيه ,وهذا النوع من التجسس (العلنى) إستخدمته المخابرات الإسرائيليه والأمريكيه ضد مصر فى فترات عديدة كان أكثرها ظهورا عام 1985 .

وتوجد العديد من الشواهد والظواهر التى تؤكد تعاون سفراء أمريكا وإسرائيل مع جواسيس علنين أو متخفين فى الداخل, دون أن تستطيع السلطات (الرسميه) المصريه إتخاذ إجراءات ضدهم نظرا لما يتمتعون به من حمايه دبلوماسيه كفلتها لهم القوانين الدوليه ...

عمل نور الدين لمدة 20 عاما في إنجلترا بالسلك الدبلوماسي المصري بالإضافة إلى دائرة المخابرات، وهو حاصل على وسام للشجاعة أثناء حرب أكتوبر 1973.

لكنه قرر بشكل مباغت الاستقالة من عمله بعد أن زار الرئيس السادات القدس المحتلة عام 1977, وركز جهوده على نشر مجلة معادية للسادات في لندن.

وبين عامي 1980 و1983 تعاون نور الدين مباشرة مع صديقه القديم خالد عبد الناصر نجل الرئيس الراحل، وعاد كلاهما إلى مصر في 1983. وخلال ستة أشهر، بدأ نور الدين تنظيمه المسلح السري الذي أطلق عليه "ثورة مصر".

وكان الهدف الرئيسي للتنظيم تصفيه الكوادر الجواسيس العاملين تحت غطاء السلك الدبلوماسي، لكن بصورة غير رسميه حتى لا تقع مصر فى أزمات دبلوماسيه أو ما شابه ...

وبعد عدة عمليات ناجحة، وجد نور الدين نفسه بين المطرقه والسندان ... فمن ناحيه تبحث عنه المخابرات الإسرائيليه (الموساد) بصفته خطرا على عملائها فى مصر, ومن ناحيه أخرى تبحث عنه السلطات المصريه بصفته مهددا لسلامه أشخاص تحت المظله الدبلوماسيه ... كان الوضع صعبا للغايه .. إلا أن رجل المخابرات المحنك لم يتنازل عن هدفه السامى فى إصطياد الجواسيس ...

وهكذا إستمر تنظيم ثورة مصر فى إثارة جنون الموساد بعد عملياته الناجحه الواحدة تلو الأخرى . كان الموساد بكل عيونه وجواسيسه ومحترفيه يفاجأ بضربات نور الدين الموجعه الواحدة تلو الأخرى , وكان إسم تنظيم ثورة مصر يذاع فى وسائل الإعلام مقرونا بعمليات تصفيه للموساد فى مصر منها عمليه قتل مسئول الأمن فى السفارة الإسرائيليه ( زيفى كدار ) الذى أعلن تنظيم ثورة مصر قتله فى يونيو 1985.

وكذلك قتل (ألبرت أتراكش) المسئول السابق عن الموساد فى إنجلترا والذى كان يعمل فى مصر , وتم قتله فى أغسطس من نفس العام , وأيضا الهجوم على سيارة إسرائيليه أمام معرض القاهرة الدولي بمدينة نصر فى العام التالى مباشرة ...

إلا أن نور الدين لم يكتفى بهذا القدر من العمليات , بل إمتد نشاطه ليشمل الأمريكيين , وكان يعلم بحكم عمله السابق فى المخابرات المصريه أن الولايات المتحدة هى حليفه إسرائيل , فإستهدف 3 عاملين فى السفارة الأمريكيه فى القاهرة فى مايو 1987 .

وهكذا دخلت المخابرات الأمريكيه فى دوامه البحث عن تنظيم ثورة مصر وقائدة محمود نور الدين ...

كان الأمر يزداد صعوبه فى وجه تنظيم ثورة مصر الذى تقوم 3 أجهزة مخابرات بتعقبه .. المصريه والأمريكيه والإسرائيليه ...

وكانت المخابرات الأمريكيه على إستعداد لدفع ثروة مقابل أى معلومه عن التنظيم ...

وللأسف جائتهم المعلومات على طبق من فضه ...كان لمحمود نور الدين شقيق يدعى عصام , كان يعتبر الرجل رقم 2 فى التنظيم , إلا أن عصام إنحرف و إتجه إلى طريق الإدمان ورفاق السوء .. وهدد عصام أخيه نور الدين بفضح أمر التنظيم للمخابرات إذا لم يعطه أموالا ليشترى بها المخدرات , فلم يكن من نور الدين إلا أن أطلق الرصاص على قدمه كإنذار له على عدم الوشايه بالتنظيم ..

إلا أن المخدرات لعبت فى أحد الأيام بعقل عصام , وخيل له الشيطان أن طريقا مفروشا بالورود أمامه إذا قام بالإبلاغ عن شقيقه محمود.

إتصل عصام بالسفارة الأمريكيه فى القاهرة , وما أن قال لعامل الإتصال أنه الرجل الثانى فى تنظيم ثورة القاهرة وطلب موعدا للقاء السفير حتى إنقلبت السفارة رأسا على عقب ...

وفى غرفه مغلقه ضمت السفير الأمريكى وعصام نور الدين ومسئول المخابرات الأمريكيه وأخر من الموساد , وبعد إجراءات تفتيش طويله لعصام , وبعد تكثيف الحراسه على السفارة كما لو أنها حصن حصين , بدأ عصام على مدار الساعات الأربع يشرح للجميع كيفيه عمل تنظيم ثورة مصر ...

كان يشرح لهم كيف يقومون بالعمليات ...
ومصادر التمويل ...
وطرق التنفيذ ..
كل شىء ...

أضاف لذلك قيامه بالإتصال أمام مسئولى السفارة بعدد من أعضاء التنظيم لضمان مصداقيه كلامه , ثم ختم سيمفونيه خيانته لأسرته الكبيرة ( الوطن ) وأسرته الصغيرة ( أخيه ) بتقديم ( نوته ) تحتوى على أسماء جميع رجال التنظيم وأرقام هواتفهم وعناوينهم ....

وفى النهايه طلب عصام من السفير ثمن كل هذة المعلومات الثمينه ...طلب ثمن الخيانه ...وكان الثمن نصف مليون دولار وجنسيه أمريكيه ....وأوهمه السفير ( كاذبا ) بأن كل طلباته ستكون مجابه ...وسقط تنظيم ثورة مصر فى ساعات معدودة ...

وبدلا من مكافأته، سلم الأمريكيين عصام إلى السلطات المصرية وحوكم وتمت إدانته بـ 15 سنة في السجن، لكن تم فصله عن باقي أعضاء التنظيم بعد ان وسم بالخائن.

وتمت محاكمه أعضاء التنظيم, وشملت التهم الموجهة إليهم:
1. القيام بأنشطة عرضت علاقات البلاد بالحكومات الأجنبية للخطر.
2. إغتيال دبلوماسي إسرائيلي في المعادي في 4 يونيو 1984.
3. قتل دبلوماسي إسرائيلي في 20 أغسطس 1985.
4. الهجوم ضد السرادق الإسرائيلي في معرض القاهرة التجاري عام 1986.
5. إغتيال الملحق الثقافي الإسرائيلي وجرح إثنان من رفقاء وزير السياحة الإسرائيلي الذي كان يزور السرادق.
6. محاولة إغتيال دبلوماسي أمريكي في 26 مايو 1987.

وكانت حصيلة العمليات: قتيلان إسرائيليان، ستة جرحى إسرائيليين وأثنين أمريكيين.

وحوكم نور الدين مع 10 من المتهمين، من بينهم خالد جمال عبد الناصر، الذي كان خارج البلاد في ذلك الوقت، وحوكم غيابيا بتهم بتمويل المجموعة وتجهيز الأسلحة، لكن تمت تبرئته وأربعة آخرين.

وتم تصوير المتهمين خلال المحاكمة كإرهابيين ومدمنو مخدرات.

ووضع محمود نور الدين فى السجن ليقضى فيه 11 عاما بعد أن حكم عليه بعقوبة 25 عاما قبل أن يلقى ربه في سجن طره جراء الحمى وبعد أن رفضت سلطات السجن تحويله إلى مستشفى متخصص لإخضاعه لفحوص مدققة لا يمكن أن تجري في مستشفى السجن، طبقا لبيان أصدرته المنظمة المصرية لحقوق الإنسان.

وفي 16 سبتمبر 1998 شيع جثمان محمود نور الدين في وداع مهيب عشية الذكرى العشرون لإتفاقيات كامب ديفيد التي أرست أسس العلاقات المصرية الإسرائيلية، وهي الإتفاقية التي أقسم نور الدين على محاربتها.

وعلى الرغم من الحضور الأمني الواضح والمكثف، هتف المشيعون بهتافات معادية لإسرائيل وأحرق العلم الإسرائيلي خلال الجنازة.

ويبقى أسم نور الدين في الأذهان .. كبطل فى زمن الخونه والعملاء الذين دمروا غزه بحجه الخوف من حماس ومن اقامه اماره اسلاميه على الحدود المصريه


( 4 ) هشام بن الأكابر

هشام ابن الأكابر كان يعمل ضابطا أول للعمليات الجوية في شركة مصر للطيران، مهمته رسم مسارات وارتفاعات الرحلات الجوية ومتابعة تجهيز جداول نوبتجيات الطيارين والموظفين وبعد مرض والده، الذي كان بدوره ضابطا بالقوات المسلحة علي المعاش، بالسرطان، اضطر لاصطحابه الي لندن لمحاولة انقاذه في المستشفيات البريطانية. وفي فندق رويال لانكستر في لندن بدأت اولي خطوات انحدار هشام في طريق خيانة الوطن. فمدير الفندق رأفت مصري ويعمل لحساب الموساد، والمخابرات المصرية تتابعه.


التفاصيل يستطيع القاريء ان يتوقعها، فعلاج الأب من السرطان في لندن يتكلف مبالغ طائلة، وعميل الموساد رأفت ينسج شباكه حول هشام، ووعده بانه يقدمه لرجل أعمال انجليزي من أصل لبناني ويحصل من خلاله علي عمل اضافي يساعده في علاج والده.


والتقي هشام برجل الأعمال في ملهي 'البلاي بوي' حيث كل طاقم الخدمة من أجمل الفتيات اللائي يرتدين يونيفورم الأرنب المشهور وهو ليس أكثر من اذان تبدو من فوق الرؤوس وقطعة فراء مستديرة تمثل ذيل الأرنب أعلي الارداف. أما رجل الأعمال ادوار كوشير فقد كان لطيفا وناعما يتكلم باللهجة الشامية وأخبر هشام بأنه يريد ان يستثمر جزءا من أمواله في مصر وتنقصه بعض المعلومات عن السوق المصرية.


وانتهي الأمر بعد لقاءات عديدة رتبت بعناية للايقاع بهشام محجوب الي تكليفه بتأسيس مكتب في القاهرة، كقاعدة للتحرك والاتصال. وعاد هشام بوالده في الاسبوع الأول من يونيو عام 1972 الي القاهرة لاستكمال علاجه، بينما كانت المخابرات المصرية تراقب الموقف عن كثب.


امتد مسرح العمليات بين القاهرة ولندن، وبدأ هشام يجمع المعلومات ويوصلها الي لندن، ووقع في الفخ أخيرا، وسافر بالفعل إلي اسرائيل للتدريب، ثم عاد إلي القاهرة ومنها الي لندن.. وفي نفس الوقت كانت المخابرات المصرية تتابعه وتدفع له بمن يمدونه بمعلومات تسهم في الخداع الاستراتيجي لاسرائيل حول استعدادات مصر العسكرية قبيل حرب اكتوبر حتي صدر القرار باغلاق ملف عملية السنجاب وهو اسم عملية هشام محجوب والذي يتضمن كلمة واحدة الصاعقة ليتم إلقاء القبض علي الخائن.



اعترف السنجاب تفصيليا بخيانته وصدر الحكم باعدامه، غير انه لم ينفذ الحكم، فقد مات في السجن قبل اعدامه.



[/size]
[/size]
[/size]
[/center]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
خونة فى تاريخ مصر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» خونة فى تاريخ مصر
» الكابتن سعيد حسن و تاريخ مشرف

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
السنبلاوين بلدى :: المنتدى السياسى العام-
انتقل الى: