موضوع: المعروووووووف الثلاثاء سبتمبر 28, 2010 2:36 pm
عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلىالله عليه وسلم : ((كل معروف صدقة، وإن من المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إناء أخيك)) [رواه الترمذي]
ما أعظم هذا الدين الذي لم يترك شاردة ولا واردة إلا تحدث عنها وفصل فيها وكانت كاملة مكملة .
إخواني وأخواتي بودي أن تكون القراءة لهذا الموضوع قراءة متأنية واعية ويستخلص منها الدروس والعضات وتكون تذكيراً لما فات من الأحداث و تحذيراً لما هو آت في المستقبل
* ثمرات صناعة المعروف :-
1- صرف البلاء وسوء القضاء في الدنيا والآخرة .
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة)) [ابن ماجه ح2417]
وقال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو أمامة ((صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وصدقة السر تطفئ غضب الرب)) [رواه الطبراني]
2-دخول الجنة .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (( إن أول أهل الجنة دخولاً أهل المعروف)) [رواه الطبراني]
3-مغفرة الذنوب والنجاة من عذاب وأهوال الآخرة.
عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أعملت من الخير شيئا ً؟ قال: لا. قالوا: تذكر ،قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوزوا عن الموسر، قال: قال الله: عز وجل تجوزوا عنه)) وفي رواية عند مسلم ((فقال الله أنا أحق بذا منك تجاوزوا عن عبدي )) [مسلم ح1560، البخاري ح2077]
* ثمرات نكران المعروف :-
1- نكران الجميل سببٌ لدخول النار.
حين تكون عادة الإنسان نكران الجميل، وكفران الإحسان فإنه يسلك بذلك سبيلاً إلى النار – والعياذ بالله – فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أُريت النار فإذا أكثر أهلها النساء يكفرن". قيل: أيكفرن بالله؟ قال: "يكفرن العشير، ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهنَّ الدهر ثم رأت منك شيئًا قالت: ما رأيتُ منك خيرًا قط".
2- نكران الجميل سبب العقوبة وزوال النعم . قال الأصمعي رحمه الله: سمعت أعرابيًا يقول: أسرع الذنوب عقوبة كفر المعروف.
3- نكران الجميل سبب لهجر أحبائك لك بل والناس تنفر منك.
4- نكران الجميل سبب لمرض القلب الحسي والمعنوي .
* آداب صناعة المعروف :-
1-شكر الله عز وجل أولاً، إذ هو المنعم الحقيقي . قال الله تعالى: {يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها وأكثرهم الكافرون}[النحل:83]
2- شكر صاحب المعروف.
فعن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((من لا يشكر الناس لا يشكر الله )) [رواه الترمذي ]
بل حبذا لو تمثل بقول الشاعر : الله يقدرني علـى رد الجميـل *** والله يجمّلني إلى جالـي مجـال
2-أن يقبل المعروف الذي أسدي إليه.
فعن خالد بن عدي الجهني قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من بلغه معروف عن أخيه من غير مسألة ولا إشراف نفس فليقبله ولا يرده، فإنما هو رزق ساقه الله عز وجل إليه ))
*ومن الآداب المتعلقة بصانع المعروف :-
1-إخلاصه وإسراره بالعمل وعدم انتظار العوض من الناس . قال تعالى{إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً}[الإنسان:9]
2-أن يبذله لمن يستحقه ويحتاج إليه من إنسان أو حيوان أن يبذله للبر والفاجر بل والكافر ولو كان عدواً.
فعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم (( لا يغرس مسلم غرساً ولا يزرع زرعاً فيأكل منه إنسان ولا طائر ولا شيء إلا كان له أجر )) [رواه الطبراني]
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال رجل لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق فقال: اللهم لك الحمد، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي زانية، فأصبحوا يتحدثون: تصدق الليلة على زانية فقال: اللهم لك الحمد، على زانية، لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يدي غني فأصبحوا يتحدثون: تصدق على غني فقال: اللهم لك الحمد، على سارق وعلى زانية وعلى غني فأتي فقيل له: أما صدقتك على سارق فلعله أن يستعف عن سرقته وأما الزانية فلعلها أن تستعف عن زناها، وأما الغني فلعله يعتبر فينفق مما أعطاه الله)) [البخاري ح1421، مسلم ح1022]
3- أن يعلم أن معروفه نوع من المعاملة مع الله قبل أن يكون معاملة مع الخلق .
فعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله عز وجل يقول يوم القيامة: يا ابن آدم مرضت فلم تعدني. قال: يا رب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده. يا ابن آدم استطعمتك فلم تطعمني، قال: يا رب وكيف أطعمك وأنت رب العالمين؟ قال: أما علمت أنه استطعمك عبدي فلان فلم تطعمه أما علمت أنك لو أطعمته لوجدت ذلك عندي. يا ابن آدم استسقيتك فلم تسقني. قال: يا رب كيف أسقيك وأنت رب العالمين؟ قال: استسقاك عبدي فلان فلم تسقه، أما إنك لو سقيته وجدت ذلك عندي)) [مسلم ح2569]
4- أنه يقع عند الله بمكان مهما صغر شأنه عند الله.
فعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لقد رأيت رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس)) [البخاري ح2472، مسلم ح1914]
5- أن يبادر إلى حاجة أخيه ولو لم يطلبها منه .
جاء مديون إلى سفيان بن عيينة يسأله العون على قضاء حاجته فأعانه ثم بكى فقالت له زوجته: ما يبكيك؟ فقال: أبكي أن أحتاج أخي فلم أشعر بحاجته حتى سألني.
6- المسارعة بالخير والمسابقة إليه.
قال الله عزوجل :{فاستبقوا الخيرات}[البقرة:148]
7- أن يستصغر معروفه ولا يمن به وحتى ولو قوبل معروفه بالنكران.
قال تعالى :{لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى}[البقرة:264]
اصنع جميلاً وارمه في البحر فإذا تجاهله السمك فإن الله يحفظه
وصر كما قال الشاعر : كن كالنخيل عن الأحقاد مرتفعاً *** بالطوب يرمى فليقي أطيب الثمر