مديرالمنتدى Admin
عدد المساهمات : 1208 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 الموقع : شبكة شباب السنبلاوين
| موضوع: قصة راسبوتين الثلاثاء يوليو 06, 2010 11:20 pm | |
| مازال الشك قائماً حول هذه الشخصية الخارقة للمألوف الاجتماعي و الفكري و الديني في مختلف بقاع العالم .. و حول قدراته الروحية و الفكرية التي أثّرت على مسار مجتمعه في عصره. فهو يدعى أنه راهب وهو يملك قدرات خارقه فى مجال الشفاء ويتنبأ ببعض ااحداث التى تقع فعلاورغم ذك غارق فى حياة الفسوق والخمر والعلاقات المحرمة ومازال من أكثر الشخصيات غموضا فى التاريخ حاولت اختصر ما كتب عنها قدر االامكان [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
شخصية روسية أثارت الكثير من الجدل، ولعبت أدوارا ً هامة في الحياة السياسية لآخر قياصرة سلالة رامانوف، نيقولاي الثاني.
ولد راسبوتن، ولقبه الحقيقي "نوفيخ"، عام 1871 م بقرية في سيبيريا تدعى بوكروفسكي. الريفية الواقعة في سيبريا، بعيدا عن صالونات العائلة الملكية البراقة في سان بطرسبرغ. وفي طفولته، ظهرت لدى راسبوتين قدرات الشفاء الخارقة، لكنه اكتسب في فترة مراهقته اسم راسبوتين ( أي الفاجر او الفاسق )بسبب علاقاته النسائية الفاضحة
لم يعرف عن حياة راسبوتن المبكرة إلا القليل نظرا ً لبعد مسقط رأسه عن المناطق الحضرية وانعزاله وصعوبة الوصول إليه، لذا فان ما حفظ عن حياته في مسقط رأسه عبارة عن شذرات قليلة - جاء معظمها على لسانه هو نفسه- .
يعتقد بعض الباحثين أن راسبوتن كان كاهنا ً، بينما يرى البعض الآخر بأنه ليس إلا ممثلا ً بارعا ً أتقن دور الكهانة وأقنع الكثيرينبأنه قديس مختار.
حين بلغ راسبوتين الثلاثين من عمره كان زوجا وأبا لأربعة أطفال، إلا أن ولعه بالشراب وسرقة الجياد كان دائما ما يتناقض وأصول الحياة العائلية التقليدية. وكان حادث اتهامه ذات مرة بسرقة حصان نقطة تحول في حياته، هرب على أثرها من القرية ولاذ بأحد الأديرة حيث اتخذ صفة الرهبانية التي لازمته بعد ذلك طيلة حياته وقد كان في شبابه المبكر زائرا ً للكنائس والأماكن المقدسة ماشيا ً على قدميه، حسب زعمه، ووصل في تجواله الى اليونان وبيت المقدس.
بعد هذه الزيارات الدينية اعتبر نفسه قديسا ً مختارا ً وأعلن عن ذلك مؤكدا ً امتلاكه لقدرات خارقة تجلب الشفاء. انتشرت الشائعات عن هذا الكاهن في أنحاء روسيا، فسعى الناس إليه من أقاصي البلاد طلبا ً للبركة وللعلاج من مختلف الأمراض .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] لم يدخل راسبوتين أية مدرسة، وكان أميا ً ولا علم له بالتطبيب، إلا أنه لعب دوره بشكل متقن، وبالفعل استطاع أن يساعد من لجأ إليه، وكان موهوبا ً في القدرة على تهدئة المتوترين وإعطاء الأمل لمن كان يائسا وصل راسبوتين الى عاصمة الإمبراطورية الروسية عام 1905 م، في وقت مناسب، إذ أن الكنيسة كانت في حاجة لأناس يثق بهم الشعب، وكان راسبوتن أفضل من يؤدي هذا الدور، بمظهره الفلاحي وبلهجته البسيطة وأعصابه المتينة وتأثيره الساحر.إلا أن أعداء راسبوتن قالوا إنه يستعمل الدين كستارة لأهدافه الخاصة ولروحه المتعطشة للمال وللسلطة وللنساء.
دعي راسبوتن للبلاط الإمبراطوري في عام 1907 م، أثناء إحدى نوبات مرض ولى العهد ألكسي. اشتداد حالة الطفل المرضية أجبرت العائلة الإمبراطورية على اللجوء لخدمات راسبوتن، الأمر الذي حاولت تفاديه خوفا ً من انتشار خبر المرض الوراثي وحدوث اضطرابات نتيجة لذلك.
هذه الدعوة كانت حدثا ً هاما ً وفر أرضا ً خصبة لنشاط راسبوتن وأثرت مضاعفاته على مصيره وعلى مصير الإمبراطورية كلها، فقد وثقت به الإمبراطورة وبقدراته الخارقة ثقة عمياء، وحاولت إقناع زوجها بذلك. كانت الإمبراطورة( المريضة هي وإبنها) مقتنعة بأن المعجزة وحدها كفيلة بإنقاذ ابنها، وراسبوتن استغل هذا الشعور بأن أقنعها بأن حياة وحيدها مرهونة بقربه من القيصر ووجوده في القصر.
الإمبراطورة كانت جاهزة للإيمان بأي شيء، لذلك لم ينجح راسبوتن بإقناعها بضرورته لإنقاذ ولي العهد فقط، بل إن الإمبراطورة أكثر من ذلك كانت تؤمن بأنه مخلص روسيا من أزماتها المستعصية، وأنه مبعوث إلهي لهذه المهمة.
بواسطة و توصية من الدوقة الكبيرة.Militza
.. يتمّ أخيراً قبول استقبال راسبوتين في العائلة الامبراطورية كراهبٍ ذو سمعة تجاوزت حدود روسيا نتيجة لقدراته على الشفاء من الأمراض .. و طاقته الروحية العالية في التنبؤات التي أثبتت قيمتها و صحّتها مرّات عديدة
في سنة 1907 .. يتعرض وليّ العرش Alexis لنزيف داخلي نتيجة لرضّة قوية أدّت إلى ورمٍ كبير في العظم .. و قد عجز الأطباء و الرهبان و كلّ رجال الدين عن معالجة هذه النكسة التي تهدد مصير وليّ العرش الروسي. يائسة من هذا الوضع .. تقرّر الامبراطورة Alexandra اللجوء لراسبوتين لإنقاذ ابنها من الموت المُنتظر .. فترسل بعض حاشيتها للبحث عنه في العاصمة .. ليجدونه في إحدى الحانات مشبعاً بالخمر حتى الثمالة .. لكن خبر حالة وليّ العرش المتدهورة تعيده لنفسه و قواه الروحية .. فيتوجّه إلى قصر الامبراطورية .. و يبدأ بصلاة عميقة خاشعة لمدة 10 دقائق على رأس الطفل المريض .. و في نهاية صلاته .. يعود إلى طبيعته و يخاطب الطفل الغائب عن الوعي قائلاً : " افتح عينيك يا ولدي ". و كم كانت دهشة الحاضرين حين فتح وليّ العهد Alexis عينيه مبتسماً و الراحة تعلو ملامحه الصغيرة .. و بدأت حالته بالتحسّن مباشرة حتى توقف النزيف و تلاشي الألم.
إنه لمن المنطق و البديهي أنّ راسبوتين لم يشفي طبياً وليّ العهد Alexis من المرض .. لكنّ قدرته على التنويم المغناطيسي أوقفت النزف و خففت الألم .. حيث من المعروف اليوم أنّ التنويم المغناطيسي يؤثر على سرعة جريان الدم نحو القلب و يساهم في عودة الجسد للعمل بشكله الطبيعي. اعتباراً من هذا اليوم و هذه المعجزة التي لم يجد لها أحدٌ تفسيراً منطقياً حينها .. أصبح يحق لراسبوتين الدخول للقصر متى شاء و كيفما شاء .. و تستقبله العائلة الامبراطورية كفردٍ من أفرادها لم يرحب القيصر نيقولاي الثاني بتواجد راسبوتن الدائم بالقصر نظرا ً للإشاعات التي راجت عن سلوكه الشائن وغير اللائق، بالإضافة الى ما قيل عن استغلاله لنفوذ الإمبراطورة، في تقاضي رشاوى نقدية وعينية مقابل تقديم خدمات إدارية. كما قيل إنه كان سكيرا ً عربيدا ً، زرع الرعب في شوارع العاصمة. كل ذلك أضر بسمعة القيصر، خاصة ما دار من همس حول العلاقة الحميمة التي جمعت بين راسبوتن والإمبراطورة.
تعاظم نفوذ راسبوتن بفضل رعاية الإمبراطورة وعجز القيصر عن إبعاده وصل الى درجة أنه أصبح يتدخل في تعيين الوزراء، وكانت قصاصة من راسبوتن مكتوبة بخط لا يكاد يُقرأ كفيلة بتسلم أي شخص لوزارة. مرت روسيا بفترة أزمات وتقلبات سياسية عاصفة فخلال فترة ستة عشر شهرا ً ابتداء من عام 1915 م تم تغيير أربعة رئيس وزراء، وخمسة وزراء للداخلية، وأربعة وزراء زراعة وثلاثة وزراء حربية. كان إصبع الاتهام على هذه الفوضى يتوجه على شخص واحد، اكتسب أعداء كثر هو راسبوتن.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
اتسمت العلاقة بين راسبوتن والأسرة الإمبراطورية الروسية الأخيرة بالعمق والتقدير الأعمى حد التقديس، فقد قالت عنه الإمبراطورة: "أنا أحب الشعب. ها هو راسبوتن، فعلا ً من الشعب!". بينما اعتقد الإمبراطور أن راسبوتن " رجل طيب، بسيط، روسي متدين!"
من الناحية الأخرى الايجابية، يقال إن راسبوتن حاول منع اشتراك روسيا في الحرب العالمية الأولى، أو على الأقل تأخير دخولها للحرب متنبأ بأشد العواقب في حالة انغماسها فيها. وأنه كتب مرارا ً رسائل للقيصر بهذا الخصوص، إلا أن محاولاته لم تفلح. بل إن البعض يؤكد أن راسبوتن تنبأ بالثورة وحاول تحذير القيصر وحثه على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفاديها، إلا أن نصائحه لم يُعمل بها، وذهبت أدراج الريح مثلها مثل الإمبراطورية نفسها!.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كتب راسبوتن في ديسمبر عام 1916 م رسالة حررها محامي وأرسلت للإمبراطورة، تضمنت ثلاثة احتمالات لنبوءة واحدة:" أكتب لك وأترك خلفي هذه الرسالة في بطرسبورغ ... أحس بأني سأفارق الحياة قبل الأول من يناير (1917 م) ... إذا قتلني قاتل بسيط وبالأخص إذا كان أخا ً روسيا ً، فيمكنك يا قيصر روسيا أن لا تخاف أي شيء على أولادك، فهم سوف يحكمون روسيا مئات السنين الأخرى .. أما إذا كان قاتلي من الأعيان فالبلد سيدخل في فتنة قاسية...أما إذا كان قاتلي من عائلة رامانوف فلا أحد من عائلتك، لا أحد من أولادك وأقربائك سيبقى على قيد الحياة، لن تمضي سنتان حتى يقتلهم الشعب الروسي...."
أصبح راسبوتن، رمزا ً للتهتك والشر حتى قبل مقتله. تبارى الكتاّب فيما بعد في نسج الخيالات عنه كانعكاس لمفارقات اجتمعت في تاريخ مفصلي، دفع إمبراطورية تلفظ أنفاسها الأخيرة بنظامها الإقطاعي البالي، للجوء لكاهن أمي من عامة الشعب بعدما فقدت أية قدرة على التغيير والإصلاح.
لم يفلح الكاهن في تغيير مصير الإمبراطورية المحتوم، إلا أنه ما يزال حتى اليوم يعبر عن التوق الإنساني للمعجزة وللنبوءة، يقدم تفسيرا ً يضفي الغموض على عالم يفقد في كل يوم سحر المجهول فيه. والجزء الاكثر غرابه فى حياته عند موته
[center] كيف تمّت تفاصيل اغتيال راسبوتين؟
الذين قاموا بالاغتيال هم
الأمير الروسي Félix Youssoupoff [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
و شارك في المؤامرة و الجريمة بعض مؤيّدي الأمير يوسوبوف .. من بينهم :
- القائد العسكري Vladimir Pourichkevitch [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
- و Duc Dimitri .. أحد أفراد عائلة الامبراطور Nicolas II - و الطبيب الشخصي للأمير يوسوبوف .. الدكتور Lazovert [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تفاصيل الاغتيال
في التاريخ المحدد للجريمة ..16/12/1916 .. جاء يوسوبوف إلى منزل راسبوتين لمرافقته لمكان الجريمة التي تنتظره .. و كان يوسوبوف يخشى في داخله من تنبؤ راسبوتين بما سيحدث له و من ثمّ رفضه في اللحظة الأخيرة لهذه المقابلة .. .. ولكنّ رغبة راسبوتين بلقاء الزوجة الجميلة كانت أكبر من هواجسه بأي شيء آخر .. و مع ذلك .. تجدر الإشارة إلى ما صرّح به راسبوتين ليوسوبوف آنذاك .. بأنّ أحد المقرّبين إليه .. Protopopov .. كان قد حذّره من الخروج من منزله في نفس تلك الليلة .. مؤكّداً له أنّ ثمة أشخاص يتهيّؤون لاغتياله .. و لكن راسبوتين أجاب قائلاً : " عبثاً ستكون محاولاتهم .. فلن يفلحون ". بالرغم من هذا التحذير الذي لم يكن خاطئاً .. أصرّ راسبوتين على الذهاب إلى ذلك الموعد و الارتماء بين أنياب الغدر. في الساعة الثانية عشر ليلاً .. وصل يوسوبوف إلى منزله برفقة راسبوتين .. و أعلن له أن زوجته تستقبل حالياً بعض الأصدقاء في الطابق العلوي .. و أنه سيتمّ اللقاء بينهما حالما تودّع هؤلاء الأصدقاء ...
و بانتظار لحظة اللقاء .. اقترح يوسوبوف على راسبوتين التصبّر بتذوّق المشروب و الحلويات التي كانت أمامه .. لكنّ راسبوتين رفض في البداية لعدم قابليته للشرب أو الأكل في تلك اللحظات .. و هنا بدأ القلق باجتياح نفس يوسوبوف .. و حاول البحث في داخله عن طريقة لدفع راسبوتين للشرب و الأكل ..
كان الحوار يدور بينهما في مجالات عديدة من الحياة و الذكريات الماجنة .. و اللقاءات المتعددة مع شخصيات مهمة في الامبراطورية الروسية .. و لكن هاجس يوسوبوف الأكبر .. كان ذلك التحذير الذي أخبره به راسبوتين عن مؤامرة اغتياله .. و الذي كان قد تلقاه من صديقه Protopopov .. و لم يتمكّن يوسوبوف من منع نفسه عن سؤال راسبوتين عن سبب تخوّف و تكهّن ذاك الكاهن بهذا الشيء ..
أجابه راسبوتين بهدوء لا يشوبه أيّ شك .. بأنّه من الطبيعي أن يكرهه البعض و يخطط للتخلص منه .. فهو يعلم أنّ بعض المقرّبين من العائلة الامبراطورية و السلطة الروسية .. لم يستسيغوا أن يكون راسبوتين .. ذاك الفلاح القروي الأمّي الماجن القذر .. من أقرب و أهمّ الشخصيات للامبراطورة و زوجها .. و أن هؤلاء يحمّلونه مسؤولية تدهور الوضع السياسي الروسي خلال الحرب الالمانية الروسية .. و أضاف راسبوتين :
" فلتعلم يا صديقي يوسوبوف .. بأنني لا أخشى هؤلاء الأغبياء .. لأنني محميّ بقدرة إلهية .. و كلّ من تراوده نفسه بإيذائي أو المسّ من وجودي .. سيلقى أقبح العقوبات و سيصاب بأسوأ المحن ".
لم يكن تأثير هذا الكلام على يوسوبوف سوى زيادة حقده على راسبوتين و تثبيت إرادته في التخلص منه اليوم بالتحديد مهما كلفه ذلك.
فجأة .. و دون أن يتوقع يوسوبوف .. طلب منه راسبوتين أن يصبّ له فنجاناً من الشاي الساخن .. و لم ينتظر يوسوبوف أن ينهي راسبوتين طلبه .. حتى كان الشاي أمامه .. مستخدماً بالطبع أحد الفناجين التي كان الطبيب Lazovert قد وضع بها مسبقاً كمية كافية من السم لقتل عشرة رجال خلال دقيقة واحدة.
كم كانتا دهشة و مفاجأة يوسوبوف بعدما مضى أكثر من نصف ساعة على آخر رشفة في فم راسبوتين و هو مازال في تمام قدراته و وعيه و صلابته ..
لم يتردّد يوسوبوف بتشجيع راسبوتين على تذوق بعض الحلويات التي كانت أمامه .. و التي هي الأخرى تحتوي على كمية هائلة من السم .. و لكن راسبوتين أشار ليوسوبوف بأنه يرغب قبل الحلويات بتذوق نبيذ الـ ماديرmadère المعتق أمامه .. فكانت هنا فرصة أخرى من السماء قد هبطت على يوسوبوف .. و بالطبع .. سكب له النبيذ في إحدى الكؤوس التي تحتوي مسبقاً أيضاً على سم السيانور .. و بعدما أفرغ راسبوتين الكأس دفعة واحدة في معدته ..
كان العرق يتصبب من جبين يوسوبوف لرؤيته أن راسبوتين ما زال بحيويته و نشاطه كما لو لم يتجرّع سوى الماء .. فما كان من يوسوبوف إلاّ أن سكب ذاك النبيذ الفاخر في كأس أخرى تحتوي على السيانور .. و بعد دقائق فقط .. بدأ راسبوتين بإظهار بعض الضيق في التنفس و الكلام .. لكنه طلب تذوق قطعة من الحلوى لإنعاشه بعد هذين الكأسين من النبيذ .. فلم يكن يوسوبوف ينتظر أكثر من ذلك .. لكنّ خوفه و توتره لم يلبثا أن تملّكا به بعد انتهاء راسبوتين من التهام الحلوى و هو مازال يواصل الحديث و يتأمل آلة جيتار متكئة أمامه على مقعد في الصالة .. و إذ به يطلب من يوسوبوف أن يعزف و يغني له أغنية مرحة على ذاك الجيتار ..
لم تكن أعصاب يوسوبوف تساعده على عزف لحن مرح طروب .. و لكن .. و بعد إلحاح من راسبوتين .. بدأ يوسوبوف بأغنية حزينة شجية .. و خلال ذلك .. كانت ملامح راسبوتين تتغير ببطء إلى تشنجات في الوجه و ارتعاش في الجسد .. لكنه ما زال يستمع و يدندن مع الأغنية.
أنهى يوسوبوف عزفه و غناءه .. و كانت الساعة تشير للثانية صباحاً .. و بدأ يفقد صبره و أمله بموت راسبوتين بهذ السمّ القاتل..
لم يبق أمام يوسوبوف سوى اللجوء لآخر حلّ أمامه .. إطلاق الرصاص على راسبوتين و إنهاء هذه الساعات الطويلة من الانتظار و الخوف .. و بما أن مسدّسه كان قد تركه في الطابق العلوي مع شركائه .. استأذن من راسبوتين بحجة قلقه على تأخر زوجته في التخلص من ضيوفها .. و صعد للطابق العلوي مرتعباً ليخبر شركاءه الذين بدؤوا بنفاذ الصبر أيضاً .. بأن راسبوتين ما زال على قيد الحياة رغم الكمية الهائلة من السم الذي ملأ به معدته ..
عاد يوسوبوف للصالة التي ينتظر بها راسبوتين .. ليتفاجأ به أمام منبر يتأمل ما عليه من قطع ذهبية و كريستالية زجاجية مصفوفة بعناية و أناقة على المنبر .. اقترب منه و مسدسه خلف ظهره .. و طلب منه أن يحمل بيده صليباً من الزجاج الكريستالي .. و الذي كان يتوسط تلك المجموعة من القطع الجميلة النادرة .. تناوله راسبوتين بهدوء و خشوع .. و طلب منه يوسوبوف أن يصلي على روحه التي ستغادره الآن .. و بنفس الوقت .. وجّه يوسوبوف طلقة رصاص مباشرة اخترقت صدر راسبوتين باتجاه القلب.
تهاوى جسد راسبوتين على الأرض ترافقه صرخة اخترقت أجواء المنزل .. سارع شركاء الطابق العلوي لملاقاة يوسوبوف في صالة القبو .. اقترب الطبيب من الجسد الممدد الملطخ بالدماء .. و أعلن بصوت مرتجّ مليء بالسعادة .. بأنّ راسبوتين الآن جثة بلا روح.
صعد يوسوبوف و الشركاء للطابق العلوي لاسترداد أنفاسهم و هدوئهم .. و لتحضير الخطوة التالية من المخطط الشنيع .. و لكن .. ثمة شعور غريب داخل يوسوبوف يدفعه للعودة ثانية للصالة للتأكد من موت راسبوتين .. فيعود .. كان الجسد الشيطاني ممدداً على الأرض دون حراك .. اقترب منه يوسوبوف .. و تمعّن بذاك الوجه المشنج الملطخ بالدماء .. و بالرغوة المتسربة من فمه .. و التي أحدثها السمّ الذي تجرّعه قبل ساعات .. في لحظة تهيؤ يوسوبوف لمغادرة الجسد مطمئناً .. رفرف راسبوتين بعينه اليسرى رفة خفيفة .. ارتعب يوسوبوف مذهولاً .. و لم يصدق عينيه .. اقترب بوجهه من وجه راسبوتين للتأكد مما رآه .. و إذا براسبوتين يفتح عينيه الإثنتين المكتظتين بالغضب و الألم و الحقد .. و تشبث برقبة يوسوبوف ليقف من جديد على ساقيه كماردٍ مهيّج بالوحشية و العنف اللاطبيعي .. بقدرة عجيبة .. تمكّن يوسوبوف من تحرير كتفيه من يديّ راسبوتين الحديدية .. دافعاً به إلى الخلف ليسقط ثانية جثة هامدة على الأرض.
توجّه يوسوبوف للطابق العلوي .. صارخاً بصوته المرتعب .. معلناً أن راسبوتين ما زال على قيد الحياة .. تمكن من الوصول لمكتبه .. حيث وقع نظره على عصاة من الكاوتشوك القاسي المخصصة للقتال في المشاحنات العسكرية .. تناولها بجنون القاتل .. وعادوا جميعهم للصالة التي تخمد فيها جثة راسبوتين. لكن ... لم يكن هناك جثة .. كانت هناك آثار دماء تتجه نحو الباب المؤدي للخارج .. و الباب مفتوح على مصراعيه .. و جسدٌ يترنّح نحو باب الحديقة في ظلام لا يشيبه سوى بياض الثلج في الحديقة ..
سارع Pourichkevitch باللحاق براسبوتين و أطلق عليه رصاصتين .. الآولى اخترقت رقبته
و الأخرى تمكّنت في رأسه .سقط ككومة قش على الثلج المتراكم على الأرض .و كان الآخرون قد لحقوا به أيضاً و الجنون يقود خطاهم جميعاً.
تمّ نقل جثة راسبوتين لداخل المنزل ريثما تتم التحضيرات للتخلص منها بأسرع وقت .. غلّفوه بغطاء سميك بعد أن أوثقوا يديه و رجليه .. و بينما يوسوبوف يتأمل مذهولاً جثة المارد الذي قاوم الموت بقدرة غير بشرية .. و إذ به ينتابه نوع من الجنون المدفوع بالحقد و الكراهية و النقمة على هذا الشيطان .. فانهار عليه ضرباً بالعصاة الكاوتشوكية التي كان قد أخذها من مكتبه تتالت الضربات بعنف و وحشية لا مثيل لهما حتى فقد يوسوبوف وعيه من الإرهاق و التشنج و الغيظ و عندما عاد لوعيه .. اقترح عليه شركاءه بتغيير الخطوة الأخيرة للتخلص من الجثة بأسرع ما كانوا قد خططوا له في البداية .. و ذلك بإلقائها مباشرة في النهر الذي اتفقوا عليه .. و الانتهاء من هذا العبء الذي بدأ يزعزع أعصابهم جميعاً .. وافق يوسوبوف على الاقتراح .. و تمّت الخطوة الأخيرة بإلقاء جثة راسبوتين في نهر Neva.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
و هكذا .... كانت نهاية راسبوتين نهاية من الصعب أن يصدّقها العقل و لكنّها انتهت كما تنبّأها راسبوتين بقوله :
" سأموت موتاً شنيعاً بعد عذابٍ شديد .. و بعد موتي .. لن يكون لجسدي الراحة و ستتجرّدين يا Alexandra من الملكية على روسيا و أنتَ و إبنك ستُغتالون .. و كذلك كلّ العائلة الملكية سيعبر روسيا بعد ذلك طوفان رهيب و ستقع بين يديّ الشيطان ".
- مات راسبوتين موتاً شنيعاً بتاريخ 16/12/1916 - جُرّدت الملكة Alexandra و عائلتها من الحكم الملكي بتاريخ 15/03/1917 - تمّ اغتيال العائلة الملكية بأكملها بتاريخ 16/07/1917 - اندلعت الثورة الروسية بأشدّ عناصرها بقيادة "لينين" .. و كان ذلك أوّل منعطف أساسي في تاريخ المملكة الروسية. تجدر الإشارة أخيراً .. إلى أنّ التشريح الطبي لجثة راسبوتين بعد العثور عليها في اليوم الثالث من اغتياله .. أثبت و أكّدَ بأنه لم يمت من السم و لا من الطلقات الثلاث التي اخترقت قلبه و نخاعه و عنقه .. و إنما غرقاً في مياه النهر الجليدية
فسر العلماء عدم تأثرة بالسم بإصابته بنقصان الحمض المعوي ويقول البعض ان معاقرته للخمر ابطلت مفعول السم ... ولكن انتشرت الاشاعات انه كان يتعاطى كميات ضئيلة من السم يوميا ليحمي نفسه في حالة ان حاول أحدا قتله.. | |
|
مديرالمنتدى Admin
عدد المساهمات : 1208 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 الموقع : شبكة شباب السنبلاوين
| موضوع: رد: قصة راسبوتين الثلاثاء يوليو 06, 2010 11:41 pm | |
| | |
|