يجب أن نكون مصريين أولا قبل أن نكون عربا
طالعتنا بعض الصحف بالأفراج عن الطبيبان المصريين المقبوض عليهم سابقا فى المملكة و تم جلدهم و سجنهم و لمدة تقارب العامين و ثمانية شهورو بقية الخبر أن الطبيبان تم الأفراج عنهم بوساطة الرئيس مبارك للملك عبد الله فى زياراتة الأخيرة للمملكة و بعفو ملكى من الملك عبد الله و أن الطبيبان يشكران الرئيس مبارك على تدخلة و أنهم لاقوا معاملة جيدة داخل السجون السعودية .
والحمد لله على سلامة الطبيبان أولا
و لكن عملية الأفراج فى رأييى الخاص تجسيد للسياسة المصرية البطيئة جدا جدا و التى لا يهمها ألا الهدوء و الهدوء فقط فهو أهم أولوياتها هدوء العلاقات مع الدول الأشقاء رقم واحد على حساب كل شىء حتى كرامة المواطن المصرى بل و الشعب المصرى بالكامل أنا أعتقد أن أقامة علاقات أخوية متينة و قوية بين مصر و الدول العربية و المحافظة عليها يجب أن تكون من أهم أولويات مصر ويجب أيضا أن تكون وسيلة لا غاية بمعنى أننا نقيم و نحافظ على هذة العلاقات و هدفنا الأساسى هو المحافظة على كرامة مواطنينا و شعبنا و أستفادتهم من هذة العلاقات و رقيهم و تقدمهم و هذا هو الهدف الأسمى و الأول الذى يجب أن يكون الغاية .
و الذى يحدث الأن هو أن الغاية هى المحافظة على العلاقات الأخوية بين مصر و الدول العربية حكومة و شعبا و أعتقد أن الرئيس مبارك المشكل الرئيسى لسياسة مصر الداخلية و الخارجية أسير موقف و وضع معين يجب أن يتخلص منة و هو أنة عندما تولى السلطة فى مصر عام 81 كانت مصر معزولة عن كل العالم العربى بسبب أتفاقية كامب ديفيد عام 77 و الرئيس لكسر هذة العزلة بدأ يغازل الدول العربية و يخطب ودهم و يعيد العلاقات معهم ألى سابق عهدها و هذا شىء جيد جدا و أعتقد أنة من حسنات الرئيس مبارك على مدى الثلاثين عاما مدة الحكم و لكن للأسف تم هذا التقارب على حساب كرامة المصريين و التفريط فى حقوقهم و أذا كان هذا مقبولا بعض الشىء فى أوائل الثمانيتات ( أنا ضد التفريط فى حقوق أى مواطن مصرى حتى لو سائت علاقاتنا بجميع دول العالم ) فأعتقد أننا بالغنا جدا فى التفريط و التهاون فى حقوقنا حتى صار التفريط هو الأساس و هو الشىء الذى أعتادتة الدول العربية الشقيقة على طول الوقت و تستغرب تغير أفكارنا الأن و تستغرب مطالبتنا لها بالمعاملة بالمثل و بأعطائنا مميزات و أفضليات من التعامل مثلما نتعامل معهم بأفضليات و مميزات عالية جدا سواء على مستوى الأفراد و الشعوب أو على مستوى الحكومات .
أنا أتوقع أنة بعد فترة عام أو عامين من الأن سوف تعتذر الجزائر و رئيسها و حكوماتها و روراوتها عن الأحداث المؤسفة التى رافقت مباراتيها مع مصر فى مصر و السودان وسيقدرون لمصر موقفها و حكمة رئيسها فى المحافظة على العلاقات الودية بين الشعبين و لكن هذا الأعتذار سيكون فى مقالة صغيرة فى أحدى الصحف البسيطة و لن يتابعة أحد و لن يراة أحد و حتى الذين سيروة لن يهتموا بة لأنة مثل خبر الأفراج عن الطبيبن لم يعد يثير أهتمام أى مواطن مصرى غير الطبيبان أنفسهم و عائلتيهم فقط و لا عزاء للشعب المصرى الذى عاصر هذان الحدثان و تألم لهم و نادى بأى صوتة وا بلداة .... وا رئيساة ..... وا حكوماتاة ..... و لكن لم يرد علية أحد وسيكون هذا الأعتذار بعد فوات الأوان و بعد أن يكون أنكسر داخلنا شيئا لن يصلحة أى أعتذار أو أفراج أو أى تعويض مالى و هو أهتزاز ثقتنا فى حكومتنا و رئيسنا وأهتزاز ثقتنا فى أنهم يراعون مصالحنا أكثر من مراعاتهم المصالح العربية المشتركة يجب على قادة مصر و حكوماتهم أصلاح البيت من الداخل و مراعاة مصالح الأبناء المصريين أولا و أكثر من مراعاة أبناء العم العرب و مصالحهم و هكذا يجب أن تكون الأولويات يجب أن تكون مصر مصرية أولا قبل أن تكون عربية و يجب قبل أن نعلم أبناؤنا أن يكونوا عربا يحافظون على العرب الأخرين أن نعلمهم أن يكونا مصريين يحافظون على مصر و المصريين و كرامة بلدهم و شعبهم أكثر من أى شىء أخر حتى لو كان عروبتهم يجب أن يكون أبنائنا مصريين قبل أن يكونوا عرب و يجب أن يكونوا وطنيين قبل أن يكونوا قوميين و أن نعلمهم أن محافظتنا على قوميتنا لا يصح أن تكون بالتفريط فى وطنيتنا .
</B></I>
__________________