فارس السنبلاوين
عدد المساهمات : 311 تاريخ التسجيل : 04/11/2009
| موضوع: قصة الفتاة المهذبة الأحد فبراير 17, 2013 4:25 am | |
| اسمعي إلى هذه القصة الحقيقية، التي لا أنسجها من الخيال، بل قرأتها لشابة تقصها هي بنفسها عن نفسها، تقول: ما كنت أعرف عن الحرام، ولا أعرف عن الفساد شيئاً، خرجت من مدرستي يوماً -وهي كانت في الثانوية- تقول: خرجت من مدرستي يوماً لأسمع رجلاً يناديني باسمي، فالتفت وظننته أحد أقربائي أو محارمي، وإذا هو رجل لا أعرفه ويناديني باسمي. . تقول: فأسرعت في المشي، وخفت منه، ولم أجبه، ولم أكلمه، وهربت إلى البيت وأنا خائفة وجلة، من هذا الذي يناديني باسمي؟ وطوال الليل وأنا أفكر: ماذا يريد مني؟ ما قصته؟ كيف عرف اسمي؟ ماذا يطلب مني؟ تقول: وفي اليوم الثاني جاءني نفس الشاب يناديني باسمي مرة ثانية عند باب المدرسة، فهربت منه مرة ثانية، وكل يوم يلاحقني عند أبواب المدرسة، ومرت الأيام وأنا أفكر، ماذا يريد هذا الشاب؟ تقول: وفي يوم من الأيام رن جرس الهاتف، فرفعت السماعة وإذا صوت الشاب نفسه وهو يقول: فلانة لا تغلقي الهاتف، أريد أن أكلمك كلمات، فأغلقت الهاتف في وجهه، وفي اليوم الثاني اتصل بي، فاستمعت إليه وهو يقول: اسمعيني ولا تجيبيني، فقط اسمعيني لحظة من الزمن، تقول: استمعت إليه خطوة خطوة، إنها خطوات الشيطان، شياطين الجن والإنس قد اجتمعوا على المسكينة. تقول: استمعت إليه يقول: يا فلانة والله لا أريد الحرام، ولا أريد الفاحشة، ولو أردتها لعرفت طريقها، لا أريد إلا أمراً واحداً، أريد الزواج منك. قالت له البريئة المسكينة: إذا أردت الزواج فأت إلى أهلي ووالدي وكلمه؟ قال: يا فلانة أريد أن أتعرف عليك أولاً، وبعدها سوف أتقدم إلى أهلك، وأنا من أسرة ثرية، لا ولد لهم إلا أنا، ولا يملكون غيري، وأريد أن أعيش معك حياة سعيدة، زوجين سعيدين، نعيش حياة طيبة، ونشتري بيتاً، وننجب الأولاد. . أخذها إلى دنياً تحلم بها كل فتاة. . تقول: ثم جاءني مرة ثانية إلى المدرسة، فأخذت أكلمه عند الباب، ويوماً بعد يوم، حتى بدأت أركب معه في السيارة، وأتجول معه، ويشتري لي بعض الأمور، وأتناول معه بعض الوجبات، ومرت الأيام والليالي والأسرة في غفلة عنها، تقول: وأنا متأكدة أنه سوف يتزوجني يوماً من الأيام، أعرف أنه صادق، ولن يخدعني أبداً.
الوقوع في البركة النتنة تقول: وفي يوم أدخلني معه في شقة له، وكنت ألعب معه وأداعبه وأضاحكه وأسامره، تقول: وكأنني في سكرة وفي غفلة وفي نومة، فلم أستيقظ إلا وقد ذهبت عفتي، وهتك عرضي، فصحت، وبكيت، وصرخت، وقلت له: ويحك، ما الذي فعلت؟ قال: لا تخافي إنما أنت زوجة لي، قالت: كيف أكون زوجتك، ولم تعقد علي، ولم يعلم أهلي. . تقول: فهربت إلى بيتي خائفة أركض في الطريق، حتى دخلت البيت، ولم أنم تلك الليلة كلها، وعندما ذهبت إلى المدرسة انتظرته عند أسوار المدرسة لعله يأتي ويواعدني على الزواج، فلم يأتِ، ومرت الأيام، وكلما رن جرس الهاتف أرفعه لعله يكون هو، لعله يواعدني على الزواج، لعله يأتي إلى أهلي يخطبني منهم. وفي يوم من الأيام رأيته عند باب المدرسة، ففرحت واستبشرت، وركضت إلى سيارته، وركبت معه وأنا سعيدة، الآن سوف يواعدني على الزواج، الآن سوف يخبرني متى يأتي إلى أهلي. . تقول: وركبت معه نتجول معاً، وإذا أسلوبه قد تغير وتبدل، فقال لي: يا فلانة أما قضية الزواج فلا تفكري فيها أبداً!! فصفعته على وجهه من غير شعور، وبكيت، وانهرت، وتكلمت عليه بكل كلمة سوء، ثم هربت من السيارة، وركضت، فأخذ يناديني ويناديني، فقلت في نفسي: ربما رجع عن رأيه، ربما فكر في الأمر، فرجعت إليه، وقلت: ماذا تريد؟ قال: انظري إلى هذا، نظرت، فإذا هو فيلم للفيديو، قلت: ما هذا؟ قال: صورت فيه كل تلك الليلة. قالت: أيها الخسيس! أيها الحقير! ماذا تريد بهذا؟ قال: أن تستجيبي لكل طلب وإلا أرسلته إلى والديك. تقول: انهرت بين يديه كالفريسة بين يدي الذئب. . فكان يأخذني كل يوم أينما شاء متى شاء ويفعل بي ما شاء، لقد وقعت في وحل الدعارة، يرسلني إلى أصحابه، ويأتي بأصحابه إليَّ، فدخلت في نفق لا أدري ما آخره. وذات يوم وقع الفيلم في يد أحد أقاربي، فنظر إليه وإذا هو يرى صورتي في ذلك الفيلم، فأخذه وأرسله إلى والدي ليرى والدي ابنته بين الرجال، فلم يتمالك والدي نفسه حتى خر على الأرض، وحمل إلى المستشفى، وما هي إلا أيام معدودة حتى فارق الحياة. . لقد مات أبي حسرة وندامة، ثم هربت من البيت، لقد فضحت عائلتي، ومات أبي، وضاع مستقبلي، وتشردت لا أدري إلى أين أذهب. تقول: ثم ذهبت إلى الرجل الذي كان سبباً في ضياع حياتي ومستقبلي ومستقبل عائلتي، فدخلت عليه وقد سكر من شرب الخمر، فأخذت خنجراً فطعنته في ظهره عدت طعنات حتى قتلته بها، وهأنا اليوم أنتظر مصيري ومصير كل فتاة تفعل مثل هذا.
| |
|