فارس السنبلاوين
عدد المساهمات : 311 تاريخ التسجيل : 04/11/2009
| موضوع: عفوا الرصيد لايكفى الثلاثاء مايو 22, 2012 10:25 am | |
| [size=25]عفوا ... الرصيد لا يكفي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] كلنا يحب المال، وبعضنا يرى فيه طريق الخلاص والبعض الآخر يرى أنه كل شيء، وأهم شيء وصنف أخير - وقليل أيضا - يرى أن المال وسيلة وليس غاية، وأنه ضروري للحياة والعيش الكريم؛ لكنه أضعف من أن يحمل بداخله صك السعادة والنجاة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] حب النفس للمال منقطع النظير، وتعلق المرء منا بالثروة أمر مشاهد في دنيانا بكثرة، وعدد من يصوتون للمال كسبب أولي ورئيسي للسعادة، هم الأغلبية الساحقة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] نعم ... إن مقدارا من المال ضروري للسعادة والفقر بلاء استعاذ منه النبي صلى الله عليه وسلم ومد اليد، وإسالة ماء الوجه في طلب الحاجة من هذا أو ذاك مر مرارة العلقم ، وخذلان الأبناء -حيث اليد قصيرة عن الوفاء بمتطلباتهم الضرورية - أمر قاتل لكل أب منا أو أم . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ومن ادعى بأنه يكره المال؛ فهو إما كذاب أَشر أو مجنون يرتجى شفاؤه ! فالمال نعمة من الله ؛ خاصة إذا ما جاء من حلال وأنفق في حلال ... وللأغنياء على الفقراء فضل؛ فهم اليد المعطاءة اليد العليا التي عناها النبي صلى الله عليه و سلم وأثنى عليها في حديثه : ( اليد العليا خير و أحب إلى الله من اليد السفلى ) والعليا هنا هي اليد المعطاءة المتصدقة الباذلة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] المال ليس شراً، إنه بوابة الكثيرين إلى الجنة ... قلب صفحات التاريخ، وفتش عن خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، صاحبة الثروة والمال، ابحث عن عثمان بن عفان وعبدالرحمن بن عوف رضى الله عنهما ؛ لكن لا تنس وأنت تحصي ثروتهم، أن تتأمل في باب إنفاقهم لتلك الثروة؛ لتدرك كيف كان الدرهم مطيتهم إلى جنة عرضها السماوات والأرض . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لقد ذهب فقراء الصحابة إلى النبي يشتكون من أن الأغنياء قد التهموا من كعكة الخير بفضل جودهم وصَدَقتهم؛ مما يجعلهم في صدارة المشهد الإيماني؛ فعن أبي ذر رضي الله عنه أن بعضا من أصحاب رسول الله قالوا للنبي: "يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور؛ يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ويتصدقون بفضول أموالهم ...". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن المال يا أصدقائي عنصر من عناصر السعادة وملهم لأبواب كثيرة للخير والعطاء والبذل؛ لكنه -وهنا مربط الفرس- فخ للتعاسة، قل من ينجو منه ... المال هو نفسه بوابتك للجحيم ، والتعاسة وخسران الدنيا والآخرة ... ولا عجب ! [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] تعيس من يرى المال هو السعادة، من يربط مؤشر الرضا والسرور بحسابه المصرفي؛ فيسعد عندما يرتفع، ويحزن إذا ما هبط المؤشر.. والغريب أن المال لدى هؤلاء شديد الشبه بماء البحر، لا يمكن أبدا أن يشعر من يزداد منه بالارتواء أو الشبع ... إن الحصول على المزيد يفتح الشهية لامتلاك الأكثر والأكثر، ويجد المرء نفسه في الدوامة التي لا تنتهي إلا بانقطاع الأجل. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] آه من المال.. كم قطع من أرحام، وشرد من أيتام وأقام للطغيان دولة وصرحا . آه ثم آه.. كم من رجل خان من أجله، وكم من عاقل أصابته لوثة من جنون بسبب بريقه. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] هذه المقابر سلوها كم حوت من أشخاص كان لهم مع المال جولات و لكن تنقصها العفة والشرف والكرامة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وتلك السجون تبتلع آلاف المغامرات كان المال بطلها الأول . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ما الحل إذن في لعبة المال المعقدة؟ أخير أن أكون فقيرا أم غنياً ؟ الراحة في المال أم في البعد عنه؟ وتأتينا الإجابة من أستاذنا الكبير د. "عبد الكريم بكار"؛ حيث يخبرنا بحل لغز المال فيقول حفظه الله: "لا ريب في أن من الخير أن يكون لنا بعض المال؛ لكن علينا ونحن نبحث عن المال ونجمعه أن نتأكد من أننا لن نفقد الأشياء التي لا تشترى بالمال، هذا إذا ما أردنا أن نكون أخيارا أو سعداء". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وما أكثر تلك الأشياء التي لا يمكن أن تشترى أبدا بالمال . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] إن من أخطر مشاكل المال، أنه يغرر بصاحبه ؛ فيظن بأنه قادر بماله أن يشتري العالم وما فيه ... يخدع حينما تفرش له السجادة الحمراء، وتخنع له بعض الرقاب، ويتذلل تحت قدميه بعض المنافقين؛ فيرى في ماله عصاته السحرية التي تفتح له الأبواب الموصدة؛ لكنه يفجع حينما لا يشتري له ماله بعض الصحة، أو بعض الوفاء، أو بعض الطمأنينة. [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] يرى الحقيقة بوضوح عال حينما لا يعيد له ماله ولده الذي مات، أو شبابه الذي ولّى، أو دفء الحب! يدوي السؤال في ذهنه ألف مرة: "أينا أفقر: من لا يملك مالا ... أم من لا يملك إلا المال؟!". [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] والأفقر يا أصدقائي من يملك مالا لا يعده عاد ؛ لكنه لا ينجده وقت الأزمات، وحين يحتاج إلى الحب والصداقة والأخوة يسمع الصوت الصادم السخيف " عفوا الرصيد ... لا يكفي! " [/size] | |
|