فارس السنبلاوين
عدد المساهمات : 311 تاريخ التسجيل : 04/11/2009
| موضوع: عندما تتبخر الاشواق الثلاثاء أكتوبر 18, 2011 10:31 am | |
| كانت الاشوق تنتقل ما بين الياسمين والريحان كما تتمايل نسمات القلب ونور الروح ... كانت تتهامس بلغات بدون مفردات مكتوبة ... بدون صرخات مكبوتة محترقة بأهات الغيوم السوداء ... ما بين أنوار الذكريات وما بين ظلمات الواقع في دهاليز الحياة المظلمة تكاد تختنق اخر خيوط الحقيقة الكامنة في الجوهر على حساب الشكل الفاني كشمعة تحترق ببرود هالات غريبة تملؤها الحيرة ... اليوم عادت الطيور المهاجرة ... عادت بجناح واحد مكسور ... واخترقت غيوم الحيرة ... وودعت الاشواق بهدوء ... ورسمت صورة واحدة من ضياء تلك النجمة البعيدة ... قد تكون صورة حزينة ... ولكنها عبرت عن معاني الحب الدفين لجوهرة واحدة ... بدون شوائب ... بدون غموض او شتات ... قد تتنقل هالات تلك الهمسات في عوالم غريبة بدون ميناء ... بدون منارة من رائحة الوطن ... قد تجد نفسها في ظلال الاوطان المهاجرة تحت مظلات وطنية ... قد تفقد بقايا روحها وتنكر قلبها ... ولكنها ستحيا حياة عزيزة بقناعات حزينة سعيدة متقلبة ما بين دهاليز وسراديب الغربة والبعد ... كنت يوما اجد في تلك السماء جمال بدون مساحيق ... بعفوية نور الجوهر ... بشفافية وصدق الاحساس ... ولكني وجدت السماء تنطوي على نفسها ... وتفقد نورها رويدا ... رويدا ... كأمواج البحر وهي تلاحق ذلك الزبد الاجوف ... في كثبان رملية تغطي شواطئ الغربة ... ما اصعب ايجاد انسان واحد فقط يكن لنا الحب باشواق صادقة من اعماق الروح وخلجات القلب ... والاصعب عندما نجده ننطوي في عزلة الاحزان ... ليصبح الوجود خيال ... وتصبح الكلمات المحملة بالاشواق صدى بعيد ... تعود لمصدرها ... بلا عنوان واضح ... بلا احاسيس حارة لتتلقف المشاعر كما كانت ... عندها تتبخر الاشواق وتتحول لندى العمر على ياسمين الذكريات ... مع اصرار العزلة في عوالم الحيرة والاحزان ... تفقد النقاط معانيها ... وتفقد الحروق قدرتها بتشكيل الكلمات ... وتبقى تلك المنارة في شعاع خافت لا يفقد الامل رغم غيابه ... ويمتد بقايا انواره من فيوض الذكريات بكل لحظة كانت ... قد تفقد بريقها ولكنها لن تفقد معانيها ... ما اصعب وداع الياسمين لعبيره واوراقه ... ولكن هناك تربة للياسمين تحمل الامان والحياة رغم بعده عن نور روحه وقطيرات شذى قلبه ... نتمنى للياسمين دائما ديمومة عبيره وعودة اوراقه للحياة في ظلال تربته في محيطه القابع خلف اسوار قلعته البعيدة بكل ما فيها .
| |
|