مديرالمنتدى Admin
عدد المساهمات : 1208 تاريخ التسجيل : 03/11/2009 الموقع : شبكة شباب السنبلاوين
| موضوع: نائب "هتلر" و" فاطمة" المصرية قصة حب لم تر النور الأحد أبريل 24, 2011 10:27 am | |
| في ظلام الليل وعند منتصف ليلة 10 مايو 1941 هبط رودلف هيس - نائب هتلر في الحزب النازي ووزير الدولة – في اسكتلندا بالمظلة من داخل طائرته الحربية وتركها تتحطم خلفه.. لقد ظن أن باستطاعته إنقاذ السلام العالمي، ففشل واستمرت الحرب بين ألمانيا والدول الأوروبية..!في تلك اللحظة التي هبط فيها "هيس" بدأ السجن الانفرادي الذي استغرق 16 ألف يوم في سجن شبنداو، كما يروي لنا أنيس منصور في كتابه "كتاب عن كتب" الصادر عن دار الشروق في 340 صفحة من القطع المتوسط. عذاب هيس في السجن ووحشية الحلفاء دفعت بابنه فولف إلى أن يصدر كتابا بعنوان "والدي رودلف هيس"، يعرض فيه قضية ألمانيا كلها، وتحطيم الشعب الألماني الذي جعله الحلفاء مسئولا وحده عن الحرب العالمية الأولى والثانية، وحتى لا تكون هناك حربا ثالثة كان لابد من تمزيق ألمانيا أرضا وشعبا. ولد رودلف هيس في أبي قير عام 1896 وكان أبوه تاجرا غنيا، وكان المصريون يعتقدون انه يهودي متعصب فأكثر العاملون في شركته كانوا من اليهود الألمان والمصريين، ولكنه لم يكن يحبهم بل يستفيد من خبرتهم. يروي أنيس منصور أن أحد زملاء هيس في الدراسة وهو الشاعر الإيطالي فرناندو أكواريني، يخبرنا أنه أحب فتاة مصرية تدعى "فاطمة" كانت تتحدث الألمانية بطلاقة وتحب الموسيقى وتكتب الشعر وتدين بالإسلام، وقد حاولت إقناعه أن يصير مسلما. كتب الشاعر قصة لقاءهما معا في قصة بعنوان "فاطمة هيس.. ملكة ألمانيا" حيث تخيل الكاتب أن هيس سوف يخلف هتلر على عرش ألمانيا وسوف يعين نفسه ملكا عليها، وتصبح فاطمة حبيبته أول ملكة مصرية على عرش ألمانيا. تبدأ القصة بأن يلتقي الصديقان بسويسرا في بيت فاطمة على بحيرة لوتسرن.. تأتي فاطمة بفستان رقيق مشقوق من كتفيها وترقص على موسيقى غربية وشرقية، ثم تغير فستانا بعد فستان وفي كل مرة يصبح الفستان أقصر، حتى تنطفئ الأنوار ولا تتوقف فاطمة عن الرقص. هذه هي القصة الجميلة الوحيدة في حياة الفتى الألماني الذي التقى هتلر صدفة فأحبه ورآه الأمل لألمانيا.. لكن حياة هيس الحقيقية يحكيها لنا الابن الذي يقول أن والده عندما هبط بالمظلة كان هو في الثالثة من عمره ولا يعرف من هو أبوه ولا مكانه في ألمانيا، حتى أن أحد التلاميذ كان يعيره قائلا: أبوك نازي، فيرد: وأبوك أنت أيضا. فيقول الطفل: ولكن أبوك نازي أكبر! عندما كبر الابن عرف قصة محاكمة أبوه وإدانته، وظل مؤمنا ببراءة والده، لقد أراد السلام فحاكموه بتهمة أنه مجرم حرب. وقد وقف الابن حياته كلها على الدعوة لإطلاق سراح والده. كانت الحرب مشتعلة لمدة 18 شهرا قبل أن يهبط هيس في اسكتلندا، وقد لوحظ في الأيام السابقة على رحلته بأنه لا يتناول الطعام إلا بعد الغروب وكأنه في رمضان! وعندما رأته زوجته يرتدي زي الطيران دون أن يعلق النياشين سألته: متى ستعود؟ قال: ربما غدا أو بعد غد، فخرج ولم يعد..! عندما هبط هيس طلب مقابلة الكابتن هاملتون قائد المنطقة العسكرية، وكانا قد التقيا من قبل وتناقشا في إمكانية الصلح أو السلام مع بريطانيا ضد روسيا، وقبل أن يقوم برحلته بعث إليه برسائل يسأله إن كان ما يزال يرى إمكانية السلام. وكان الجواب أن هذا ممكن. طلب هاملتون أن يتحدث إلى تشرشل شخصيا، ولكن تشرشل لم يصدق أول الأمر، وبسرعة أصدر أوامره بالتحقيق معه وإثبات أنه رجل ساذج مجنون وعدم ذكر شيء عن رحلته. يقول ابن هيس: إن تشرشل لم يتحمس للسلام. فهو بريطاني نصف أمريكي، وأباؤه وأجداده هم الذين أقاموا الإمبراطورية البريطانية. وهو أيضا استعماري متغطرس يريد القضاء على ألمانيا والشعب الألماني ولا يريد السلام معها قبل تحطيمها. ولذلك لا يريد أن تتوقف الحرب، فهو ينتظر دخول أمريكا الحرب، فإذا دخلت فسوف يكون أسعد إنسان. ودخلت أمريكا الحرب بعد الهجوم الياباني على أسطولها في بيرل هاربور، فألقت أمريكا قنبلتها الذرية على اليابان، ودخلت الحرب في أوروبا ضد ألمانيا.. ويومها أقفل تشرشل الباب وقال: دعوني! الآن أستطيع أن أنام بعمق! تم اعتقال هيس بواسطة السلطات البريطانيه، بينما أعلنت ألمانيا أن هيس قام بمبادرة شخصية منه وسافر إلى بريطانيا، وإنه ضحية المخابرات البريطانية. وبعد الحرب تمت محاكمته في محاكمات نورنبيرغ والحكم عليه بالسجن مدى الحياة وقد خفف عنه حكم الإعدام إلى هذا الحكم لأنه اعتبر غير متوازن المدارك العقلية، وكانت كلماته الوحيدة أثناء المحاكمة "أنا لست نادما". كانت تعليمات السجن واضحة تماما، وهي أن يجيب على كل الأسئلة أيا كانت، وعليه أن يخلع ملابسه تماما كل صباح ليقوم الضباط بتفتيشه خوفا من أن يكون أخفى سلاحا ينتحر به، والمناداة عليه برقمه ولا ينادى عليه بالاسم. وعليه عندما يصحو أن يرتب فراشه بنفسه وأن يغتسل ويغسل أسنانه، وألا يحدث أي ضوضاء وألا يتكلم بصوت مرتفع حتى لو كان وحده.. وألا يقترب من النافذة التي ترتفع عن الأرض ثلاثة أمتار، وأن يبعث لأهله خطابا كل شهر، وأن يكون الخطاب واضحا وألا يشطب كلمة واحدة. وكل ليلة يأخذون نظارته ويعيدونها في اليوم التالي حتى لا يستخدمها في محاولة الانتحار..! عاش هيس 46 عاما في غياهب السجن، وفي 17 أغسطس 1987 وجد مشنوقاً بسلك كهربائي في زنزانته وتم اعتبار الحادث انتحارا، حيث حاول الانتحار مرتين قبل ذلك العام 1941 بإلقاء نفسه من الشرفة وفي عام 1977 بقطع شرايين رسغيه بسكين طعام. هكذا عاش ورحل هيس وهو ما لم يتخيله صديقه الشاعر الإيطالي فرناندو الذي ألف قصة خيالية عن هيس وحبيبته المصرية فاطمة، فكيف انتهت هذه القصة ؟! بعد أن يصبح هيس ملكا على ألمانيا، ينفرد بالملكة فاطمة ويقول لها:- هل تذكرين؟- نعم كل شيء.- هل تعرفين ما الذي أقصد؟- أعرف تماما أنت تريدني أن أعيد إليك تلك الليلة.. تلك الليالي.. يوم كنا وحدنا.. أنت ترقبني وأنا أرقص حالمة.. غارقة في الموسيقية.. أنا لا أستطيع أن أنسى.- ولا أنا.. لم اعد أرى إلا صورتك مع كل موسيقى.. لم اعد أسمع الموسيقى إلا إذا رأيتك.. وإذا رأيتك لم أعد أراك إلا نصف عارية.. ما هذا يا فاطمة.. سحر.. أنت ساحرة.- بل أنت الساحر.- بل نحن مسحوران.. هل تعرفين الذي أتمناه الآن؟- أعرف..- أريد..- تريد أن تراني أرقص حتى الموت. موتي وموتك.. وتنهض أنت أيضا ترقص.. ما هذا؟ ما الذي تسميه؟ هل نحن وثنيان.. هل نحن من عباد النار.. هل نحن..- بل نحن الموسيقى والرقص.. الجمال والحب والحياة. الغناء.. الذوبان.. التوحيد.. الوحدة.. الشرق والغرب.. القمة الواحدة لكل ما في الكون من جمال وكمال..هل تذكرين الصمت.. لم نكن نتكلم.. لا حاجة إلى الكلام.. أنت تدخلين عيني وأذني وقلبي.. واستطيع أن أغمض عيني فأراك وأسمعك.. ما هذا يا فاطمة؟- هذا؟ هذا.. إنه الذي لا يوصف.. إنه الذي لا نجد له اسما.. هذا هو هذا.. أحبك.. أحببتك وسوف أظل أحبك.. وأنت؟- ليس عندي كلام يكفي لما أشعر به..- أهو الحب؟- الحب كلمة أصغر من أن توصف.. الحب مثل كف طفل صغير يريد أن يحتوي جبال الألب!- هل تريدين شيئا؟- نعم.. أن تعود إلى الإسكندرية. يضحك ويقترب منها ويعانقها ولا يقول شيئا. فهو يريد أن يبقى ملكا عاشقا وأن يظل ملكا. وأن يحلم مع فاطمة من حين إلى حين بكورنيش الإسكندرية حيث ولد بالقرب من موقعة أبي قير البحرية يوم أغرق نلسون أسطول نابليون..! | |
|