فما هو إلا خطوة في درب النجاح وان لم تعرف الفشل لن تعرف النجاح
لك أن تجعل الفشل سلماً ، ولك أن تجعل منه قمقماً تلجه ولن يكون لك منه مخرج
ثم ما هو الفشل ؟ هو عثرة
ولا يستطيع الطفل النهوض والمشي دون سيلٍ من العثرات
ولم نسمع أن أحداً لم يمشِ بسبب تعثره طفلاً ، ولنا أن نتخذ من أنفسنا مثالاً حياً ، الطفل يمتلك بالفطرة قوةً هائلةً من العزم والهمة العالية أكبر من كثيرٍ من الرجال ، فإذا كنا نتمتع بهذه القوة وهذا التحدي وهذه الهمة ونحن أطفال فلما نتخلى عنها حينما تكبر في أعيننا الأمنيات ، يأسرنا الفشل ، نغرق في بحره ، لا نستطيع فكاكاً من ربقته .
مرحباً بالخطب يبلوني إذا
كانت العلياء فــيه السببا
فأهلاً بهذا الفشل اللذيذ
هل تعلم أنه " بتقبلك الفشل " تستطيع أن تتمتع بكل لحظة فشلت بها ؟ ، لم نقل " بقبولك الفشل " لا فنحن لا نقبل الفشل ، بل نتقبله خطوةً على سبيل تجاوزه ، الفشل فاكهة النجاح .
هل بالتعثر تقفل الدنيا شوارعها هل تغلق الأبواب ؟ هل تمنع الفجر البلوج وتقطع الأسباب ؟ هل إن فشلتم مرةًً حل الظلام أمامكم واظلمت الدنيا وصار نهاركم ليلاً وغم على العقول حجاب ؟
ولك هذه القصه ومنها العبره
(( أخذ أحمد بالبكاء ، أحاطت به سلاسل من القنوط ، وغمت عليه غشاوات الهموم عندما لم يستطع أن يتحصل على ما تحصل عليه زملاءه من ظفر بتخرجهم من إحدى الكليات ، تخلف عنهم وهم الذين رافقوه طيلة مسيرة العلم والتحصيل
فأمام أحمد طريقان : الأول أن يستسلم لحالة الوهن النفسي ، ويتملكه الشعور بالذنب والإخفاق ، فلا يستطيع إلى تجاوز محنته سبيلاً . الثاني أن ينفض عن نفسه ما اعتراه ، ويتطلع إلى الآتي .
الزمن الذي على أحمد أن يعوضه ليس بالقليل ، فهو ثلاثة سنوات دراسية ، في بادئ الأمر اختار الطريق الأول ، وتعامل مع فشله كأنه القدر الذي لا انفكاك منه ، تفاقم الأمر ، زاد البون بينه وبين زملائه ، غير توجهه ، استفاد من فشله ، ابتسم وعالج المشكلة بتروٍ وهدوءٍ ، وضع جدولاً لحل مشكلته بعد تجزئتها ، حقق أول نجاحٍ ، عوض بعض الوقت ، ازداد حماساً ، فلون هذا النجاح وجعله أكثر رونقاً ، أصبح يتلذذ بحل مشاكله ، ويتمتع بقلب الفشل نجاحاً ، زاد تفوقه في المواد الدراسية ، إذ زاد معدل نجاحه إلى أن تعدى معدل نجاح زملائه في نفس المواد ، تخرج أحمد بمعدلٍ عالٍ ، فكان من هيئة أعضاء التدريس أن يرشحوه ليكون معيداً بالكلية ، فكانت هذه أكبر قفزة له ؛ إذ بها عوض الفاقد من الزمن ، واجتاز زملاءه بسنة دراسية ، فأكمل دراساته العليا وهاهو يحاضر في نفس الكلية بعد أن شكر الفشل الذي تعرض له ، وكم كان الفشل لذيذاً وخاصةً الفشل المبكر . لأنه يتيح فرصة النجاح المبكر )) .
الفشل جناح النجاح
استمد نجاحك و تفوقك من مراحل الفشل التي مررت بها فلو قرأنا قصص الناجحين في أي مجال من مجالات الحياة والابداع سنكتشف أمراً غريباً
وهو :
يكاد يكون لزاماً أن أي شخص مبدع ناجح متفوق متألق مخترع سياسي عالم في أي مجال نجده قد مر بسلسلة من الفشل في بداية مشواره
لكنه لم يقف عند المرة الأولى أو الألف
بل أكمل محاولاته ومشواره الابداعي أو النضالي أوالسياسي أو التجاري أو العلمي أو أي أمرٍ كان ؛ وصولاً إلى هدفه المرجو ، وغايته القصوى ، وأمله المنشود ، ومكانته المرموقة ، واكتشافه الرائع
فالفارق بين الناجح والفاشل هو إن الفاشل توقف عن المحاولة شاعراً باليأس ؛ فتحطمت آماله ، وبلي جهده ، وضعفت همته ، وصار متكئاً على الاعذار والتبريرات ، متخلياً عما أناط به همته ، ناسياً قول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم : " لو تعلقت همة أحدكم بالثريا لنالها " .