الشاعر " وحيد عبد الخالق راغب "
**************الشاعر هو
وحيد عبد الخالق راغب
من قرية التمد الحجر ، السنبلاوين
بكالوريوس جيولوجيا وكيمياء
موجه بالتطوير التكنولوجي بإدارة السنبلاوين التعليمية
عضو اتحاد كتاب مصر
*******
صدر له دواوين عديدة حوالي سبعة دواوين هي
(سر اللحظة ، شعاع النجاة ، حديقة العمر ، أفضفض تحت ضلك ،يمضي الوقت ولا يمضي
وشوشات في عيون بلادي)
أحدثها ديوان " طلي ثريات البشارة "
*************
وهذا مقالي النقدي عن هذا الديوان الذي أحاول أن ألقي الضوء فيه على بعض فنيات الشاعرفي الكتابة
**************************
" ثريات البشارة لوحيد عبد الخالق راغب"
*************
في خضم معارك الشعر الطاحنة ؛ بين اتهامه بالحداثة التي تشوه روحه و تصفيها من قواعد الشعر القديم و بين الدعوة للتمسك بجذور الشعر بأوراقه العمودية الوارفة ،
يطل علينا الشاعر وحيد راغب و تطل معه ثريات البشارة في أحدث دواوينه
" ُطلّي ثريات البشارة" الصادر عن مؤسسة سندباد للنشر و الإعلام
وقدم له الأديب الناقد الكبير الأستاذ" إبراهيم حمزة" ،
هو ديوان يخلق لشاعره توازناً فنياً و شعرياً هادئاً صارخاً ، ممتطياً كل جِياد الشعر ، فيعبر سياج القديم بجزالة الألفاظ لترفرف في دنيا الشعر الكلاسيكي العذب ، حتى يصادق شعر التفعيلة لنشم نفحات رائحة العصرية الخالصة.
فتراه يغوص بموهبته سابحاً و يطل بأبجراماته الشعرية " تلغرافات" كومضاتٍ شعورية وحالات تجلٍ رائعة تناسب إيقاع العصر و تسبر غور قضاياه في بساطةٍ للطرح
و توالد ٍللمعنى ، حين يصنع من الأسطورة مرجعية ثقافية للمتلقي مع جعلها عنصرا بنائياَ لقصائده كقوله
************
عاهد أفكارك
أن لا تجنح في العشق
كأزوريس و عشتار
و جلجامش
روّدها كي تنعم في عُشبك
تسعد بالرؤية للدنيا
من عينيها
فالرؤية من فوق الأطواد
ملاحم أسطورية
*********
فالهم الوطني هو الفعل الصارخ في ديوان وحيد راغب حين يعزف أوجاعه على وتر الحدث في لغة صادمة للقارئ تداعب قريحته الشعرية لتطل من النص طزاجات للمعنى تصب في مسارات شتى للمتلقي تفتح أبواب التأويل ليفتت نظرية الغموض أو المسار الأوحد للنص حين يقول :
***********طفح الكيل
و غامت كل حدود لخرائطنا
وتضارس كرامتنا
من هيج هذي الريح و أمعن
في تفريغ النسمة من
أغصان جدائلها
*************
*******
اللغة عند وحيد راغب و "هو عضو اتحاد كتاب " و عضو من أعضاء بيت ثقافة السنبلاوين"
*******************
لغة ثعلبية مرواغة ماهرة تحتال على عقل المتلقي لتوقعه في براثن و شبا ك الغموض حتى تجذبه لقراءة متتالية تستوعب ثقافته أولاً حتى يمتص رحيق و فكرالنص لديه ليتوالد عند المتلقي لغات وأفكار و أبعاد يستقرء بها ماهية النص حين يقول
********
حين يقض المضجع
طلقات الساسة في الأفق
وفوق صدور الشعب
خيانات ٍ ترتع
حرف يتلصص خلف
سحابات الدمع
هاك طواحين الماسون تحملق
في سحنتنا
*********
ماهية اللفظه في شعره
**********
ترى اللفظة طيعةً لينةً في يد شاعر أمين يحكم توظيفها في النص بحرفية ليعلوا بموسيقاه و يمتطي قافية يهرب منها الشعراء " حرف الشين " لصعوبتها حتى ليبدع و يتجلى هذا في رائعته " طلي ثريات البشارة" حين يقول :
*********
الطير في كبد السماء مرنما
هوذا الذي أهوى الحجارة
فوق أفيال الحبش
الأمر مثل فراشة
للنور تهوى و الفناء سبيلها
عند اقترابٍ مرتعش
**********
ديوان " طلي ثريات البشارة " للشاعر وحيد عبد الخالق راغب
و هو الديوان السابع له نرى
" فلسفة عنوان النص "
**************
الذي يمتد و يطرح تأويلات تتسع لتحتوي أركان النص البنائية و الفنية ، لتصنع تآلفاً طبيعياً خارجاَ من نسيج النص يباعد بين أي تنافر يصدم المتلقي ، كعناوين :
**********غض الطرف أبا حفص
مهما الديكة صاحت فاسكن
الأرضة و غثاء السيل
الكورس يفنى في الترجيع
*********
حين يبحر الشاعر في مركب إبداع المعاني و روعة التراكيب ، يصبح الحديث عن علو و جدة الصورة الشعرية أمراً ظاهراً جلياً عنده
*********
الشاعر وحيد راغب من الشعراء الذين لابد أن تمجدهم و تلتفت إليهم الدولة لثراء كتاباته و موسوعية ثقافته
لكن الشعراء الماهرين أمثاله تظل " قبور الثقافة " تحتويه بإمكاناتها الميتة "
ديوان طلي ثريات البشارة" ديوان لشاعر يستحق أن ينال الكثير .